الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الأربعاء 14 مايو 2014 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
ما معنى أن تهلك؟
تَمْضِيَ إِلَى جَهَنَّمَ، إِلَى النَّارِ الَّتِي لاَ تُطْفَأُ. حَيْثُ دُودُهُمْ لاَ يَمُوتُ وَالنَّارُ لاَ تُطْفَأُ ( مرقس 9: 43 ، 44)
ما معنى أن يهلك الإنسان؟ معناه أن يبقى إلى الأبد في الجحيم. ما أرعبه مصيرًا! وما أجهل مَنْ يستخف به! ولنذكر أن جهنم لم تُعَّد للإنسان، بل فردوس الله في عدن هو المكان الذي أٌعدِ له أولاً. يقول الرب عن جهنم: «النار الأبدية المُعدَّة لإبليس وملائكته» ( مت 25: 41 ). إذًا لماذا يُحْكَم على الناس بهذا المصير؟ لأنهم يتبعون إبليس في عصيانه على الله. إن آدم تحوَّل عن الله إلى الشيطان بإرادته لأنه لم يُغوَ كما أُغويت حواء، وبه «دخلت الخطية إلى العالم، وبالخطية الموت، وهكذا اجتاز الموت إلى جميع الناس، إذ أخطأ الجميع». لم يكن فرق في هذا إذ مال كل واحد إلى طريقه. إبليس كان أول مَن اتخذ طريق العصيان، وآدم كان أول إنسان اتَّبع قيادة إبليس، وكغنم كلنا اتخذنا طريق الضلال عينه، ونهاية ذلك الطريق هي جهنم.

ومن فم ابن الله الذي أتى من السماء ليُخبرنا عن محبة الله العظيمة، قد خرجت أعظم التحذيرات الرهيبة عن جهنم، حيث «دودهم لا يموت والنار لا تُطفأ». لقد أخبر سامعيه عن غنيّ بعد موته رفع عينيه وهو في العذاب. فهل تؤمن بكلامه؟

ولماذا نطق بهذه التحذيرات الرهيبة الشخص الذي هو عطية محبة الله للناس؟ لماذا تُحذِّر الأم ابنها من أخطار الطريق، أو تمنعه من اللعب بعيدان الكبريت؟ إن محبتها له هي التي تجعلها تعمل ذلك. وبالمثل إنها محبة الله التي جعلته يبذل ابنه الوحيد ليجد الناس طريقًا للخلاص من الهلاك، هي المحبة نفسها التي تُحذرهم من النتائج الرهيبة الأبدية التي تأتي بسبب إهمالهم خلاصًا هذا مقداره.

إن كلمة ”كُلُّ“ الموجودة في يوحنا 3: 16 «لا يهلَك كل مَن يؤمن بهِ»، ليست هي الوحيدة في الكتاب المقدس. إنها ”كُلُّ“ المُنتجة للبركة والخلاص والحياة الأبدية، ولكن توجد ”كُلُّ“ أخرى، تَرِد في الكلام عن الدينونة الأخيرة، أمام العرش العظيم الأبيض. إنها ”كُلُّ“ الخاصة بالهلاك والموت الثاني «وَديِنَ الأموات مما هو مكتوب في الأسفار بحسب أعمالهم ... وكُلُّ مَن لم يوجد مكتوبًا في سفر الحياة طُرح في بحيرة النار» ( رؤ 20: 11 -15). وذلك هو معنى أن تهلك. ليت نعمة الله تجد مكانًا في قلبك قبل أن تأتي ساعة الدينونة الرهيبة!

فهلمَّ الآن يا مَنْ باتَ في أسر الهلاكْ
واسأل الغفران واقبلْ هبةً ممَّن دعاكْ

تشارلس ستانلي
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net