الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الجمعة 23 مايو 2014 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
راعي نفوسنا وأُسقفها
كُنْتُمْ كَخِرَافٍ ضَالَّةٍ، لَكِنَّكُمْ رَجَعْتُمُ الآنَ إِلَى رَاعِي نُفُوسِكُمْ وَأُسْقُفِهَا ( 1بطرس 2: 25 )
ما أروع أن يُوضع أمام قلوبنا، ذاك المجيد الذي فدانا بدمه، كراعي نفوسنا وأسقفها! وهو كالراعي والأسقف نجد فيه راحتنا ومعونتنا. وكم هو عزيز علينا أن نجد راعيًا وأُسقفًا نحن الذين كنا كخراف ضالة!

إنه راعي نفوسنا العظيم الذي يعتني بكل القطيع، نراه مُستعلنًا في مزمور 23، ومَن لنا بالإيمان الذي يقول في كل وقت، وحتى في أظلم الأوقات وأحلك الأيام: «الرب راعيَّ فلا يعوزني شيءٌ». ليتبارك اسمه! إنه لن يعوزنا شيء في ظل راعٍ كهذا لأنه هو ”يهوه“. إنه يُسدد كل حاجة، ويُكمِّل كل نقص، ويملأ كل فراغ. إنه يعتني بكل القطيع؛ كل فرد في قطيعه له نصيب كامل من العناية. وعنايته الفائقة بخاصته أعظم من أن يُعبِّر عنها اللسان أو القلم. إن كل محبته العطوفة تتجه نحو خاصته وقطيعه. والضعيف والهزيل والعاثر والساقط والمتطوح بعيدًا، أولئك جميعًا تتجه نحوهم العناية الخصوصية المترفقة، ومع ذلك كم من مرة تبرد فينا العواطف من نحوه – له المجد – وتتبلَّد المشاعر. على أنه لا يسكت، بل يرُّد نفوسنا، ويُرجعنا إليه، وفي رِفق ولطف يتكلَّم إلى قلوبنا، ويجعلنا نتذوق طعمًا لذيذًا جدًا لمحبته العظيمة، أو نرى صورة جديدة مُنيرة لمجده. إنه يجذبنا ويضمنا لنفسه.

ولكنه أيضًا أُسقفنا. وكلمة أسقف معناها ”الناظر“. وهو كالناظر يُراقبنا ويُلاحظنا، ويشرف على حفظنا بحكمته وقدرته. وإذن فمحبته وقدرته في جانبنا على الدوام. حقًا ما ألزم أن يتذكَّر المسيحي الحقيقي أننا قد رجعنا إلى راعي نفوسنا وأسقفها. إن نسينا نحن هذا فهو لا ينسى نفوسنا. إن عدم تمييزنا وسوء تقديرنا لا يؤثر عليه إطلاقًا. إن محبته لهي أعظم من أن تُقابل تيهاننا بالمثل، فتهملنا وشأننا. إن ذكَرنا هذا فطوبانا. إن كنا كل يوم نعرف أنفسنا في ضوء عنايته المترفقة، وتحت عين أسقفنا المُراقِبة التي لا تغفل، فسنُصغي إلى صوته، وسنخضع لقيادته، وسنُحفَظ قريبين إلى جانب الراعي العظيم.

وعما قريب سيظهر رئيس الرعاة، ويا له من فرح لقلبه أن يقود جميع مفدييه إلى محضر الآب ... إلى بيت الآب! ويا له من فرح لنا نحن عندما نراه أخيرًا وجهًا لوجه، ونسمع منه قصة محبة الراعي وقدرة الأسقف؛ قصة رعايتنا وحفظنا حتى إنه لم يهلك واحد من كل المفديين.

هنري روسييه
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net