الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الأحد 25 مايو 2014 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
الأكل من خروف الفصح
وَيَأْكُلُونَ اللَّحْمَ تِلْكَ اللَّيْلَةَ مَشْوِيًّا بِالنَّار ِ مَعَ فَطِيرٍ. عَلَى أَعْشَابٍ مُرَّةٍ يَأْكُلُونَهُ ( خروج 12: 8 )
من ضمن الوصايا التي أوصاها الرب لموسى وهارون في أرض مصر، للأكل من خروف الفصح المذبوح، أن لا يأكلوا منه نيئًا أو طبيخًا مطبوخًا بالماء بل مشويًا بالنار. رأسه مع أكارعه وجوفه. ويُشار باللحم النيئ إلى الموت الطبيعي، واللحم المطبوخ بالماء إلى الموت مُقترنًا بآلام مُخففة بالنظر إلى ما كان عليه الشخص في سيرته من مطابقة لكلمة الله وقيادة روحه اللذين يُرمز إليهما بالماء ( أف 5: 26 يو 4: 32 ، 39)، وهذا ما يحدث مع مَنْ يموت شهيدًا. لكن مع أن المسيح - له كل المجد - عاش بكل كلمة تخرج من فم الله، وبقوة وقيادة روحه القدوس ( لا 4: 1 -34؛ لو4: 1)، وكان طبقًا لهما، كاملاً كل الكمال. لكن رغم ذلك كان على الصليب، في مطابقة للرمز «مشويًا بالنار»، فلم يُخفف عنه شدة حرقها له أي عامل وسيط. كما أُشير إليه أيضًا بذبيحة الخطية التي كانت تُحرَق بلا شفقة خارج المحلة حتى تصيِّرها النيران رمادًا ( مت 27: 34 -12). هذا إلى جانب الحقيقة الواردة في الأناجيل وهي أنه رفض شرب الخل الممزوج بالمرار الذي قُدِّم إليه (مت27: 34)، لكي لا يُخدِّر حواسه الإنسانية ويخفف من شعوره بالألم. ومن ثم احتمل الصليب واعيًا، وشرب كأس دينونة الخطية والخطايا بكل مرارتها حتى الثمالة، حتى صرخ من شدة الألم بسبب نيران الغضب الإلهي: «إلهي إلهي لماذا تركتني؟». لقد شُوي فعلاً من الداخل والخارج، رأسه مع أكارعه وجوفه، بنيران لا يُدركها العقل ولا تراها العين.

وكان خروف الفصح يؤكل مع فطير ( خر 12: 8 ) والفطير يشير إلى حياة الإخلاص والحق ( 1كو 6: 5 -8)، وهكذا يجب أن يقترن التغذي بالمسيح روحيًا، بحياة القداسة العملية. وكان الفطير يستمر سبعة أيام، وهذا يُصوِّر لنا ضرورة حياة القداسة للمؤمن طيلة أيام حياته على الأرض، لأن الحياة كلها عبارة عن سبعة أيام متكررة من أسبوع لآخر. وكان يجب أن يؤكل الفصح على أعشاب مُرة ( خر 12: 8 ). فيجب أن يكون قبولنا لربنا يسوع فصحنا الحقيقي والتغذي به مقترنًا بشعور عميق مرير، تقديرًا من جانبنا لشناعة الخطية التي جعلت ربنا يسوع المسيح القدوس يحتمل مرارة عقابها لأجلنا، ويموت مشويًا بنار العدل الإلهي، لا سيما عندما نجتمع حوله في كل أول أسبوع لنصنع تذكار موته.

فلنذكُرَن ذاكَ الحَمَلْ وما قضى فوق الصليبْ
ولنُخبِرَن بموتِهِ حتى يجيءَ عن قريبْ

متى الديري
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net