الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الخميس 8 مايو 2014 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
لوط والتفكير العالمي
ولُوطٌ سَكَنَ فِي مُدُنِ الدَّائِرَةِ، وَنَقَلَ خِيَامَهُ إِلَى سَدُومَ. وَكَانَ أَهْلُ سَدُومَ أَشْرَارًا ... جدًا ( تكوين 13: 12 ، 13)
بينما كانت المخاصمة فرصة لإظهار التفكير العالمي الذي كان في قلب لوط، كانت هذه المخاصمة فرصة لإظهار التفكير السَّماوي الذي كان في قلب أبرام، الذي استطاع أن يرفض كل ما هو منظور، ويقول للوط: «لا تكُن مُخاصمة بيني وبينك ... لأننا نحن أخوَان». أبرام، إذ كان أمامه الوطن السماوي، استطاع أن يتخلى عن العالم الحاضر، بكل ما فيه من راحة وغنى، أما لوط فاختار ما هو حسن في نظر الطبيعة. أبرام اكتفى بما اختاره الله له، عاِلمًا أن كل شيء سيفضي في النهاية إلى أرض الموعد بكل بركاتها.

وإذ تُرك لوط لاختياره أظهر أن العالم موجود في قلبه، وبدون أن يطلب إرشاد الله له، اختار لنفسه ما هو أفضل حسب المنظور «فرفع لوطٌ عينيهِ ورأى كل دائرة الأُردن أن جميعها سَقيٌ»؛ رأى ما هو حسن حسب المنظور، رأى ما كان يظن أن فيه راحته وغناه، ففي كل مكان في دائرة الأردن رأى ماء لمواشيه دون أن يضطره الأمر لحفر آبار. كما كانت هذه الدائرة خصبة مثمرة «كجنة الرب» وأكثر من هذا كله أنها كانت «كأرض مصر». لقد تبع لوط أبرام يوم أن انحدر إلى مصر، وذاق رخاء مصر، وهذا قوَّى الشوق في قلبه أن يُشبع ميوله العالمية الكامنة. لأجل هذا اختار لوط دائرة الأردن، وتخلَّى عن طريق الانفصال التي يكِّن لها في قلبه الإيمان الشخصي الذي تتطلبه هذه الطريق، وهكذا ترك أرض كنعان، تركها إلى الأبد.

لا خطأ في اختيار دائرة الأردن في ذاتها، لكن اختيار لوط لهذه الدائرة برهن على أن قلبه لم يكن موضوعًا على الوطن غير المنظور الذي وعد به الرب، وعلاوة على ذلك، فإن الخطر الكامن في أرض السقي هذه هو أن الشيطان غرس في وسط هذه الدائرة مدينة سدوم.

لقد بقي أبرام في أرض كنعان، بينما سكن لوط في مدن الدائرة، إذ كان قد تخلَّى عن طريق الإيمان، واختار لنفسه ما رأى حسب المنظور أن فيه راحته، لكن طريقه كانت في نزول مستمر، لأننا نقرأ أنه «نقلَ خيامهُ إلى سدوم. وكان أهل سدوم أشرارًا وخطاةً لدى الرب جدًا». ولم يكن للوط علاج من هذه الحالة، فانحدر وانحدر حتى ترك المشهد تحت سحابة من الخزي والعار.

إنما الرب نصيبي وحياتي ورجاي
وسواهُ لستُ أبغي فهو عزي ومُناي

هاملتون سميث
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net