الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الجمعة 9 مايو 2014 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
الإيمان
أَمَّا الإِيمَانُ فَهُوَ الثِّقَةُ بِمَا يُرْجَى والإيقَانُ بأُمُورٍ لا تُرَى. ( عبرانيين 11: 1 )
لقد قيل، وهذا حق: الإيمان يرى غير المنظور، ويصدق غير المعقول: ويعمل المستحيل. وهو ما نجده واضحًا في أصحاح الإيمان العظيم (عبرانيين 11).

لقد أُوحيَ لنوح عن أمور لم تُرَ بعد، فخاف وبنى فلكًا لخلاص بيته (ع7). يرجِّح الكثيرون أنه في عالم ما قبل الطوفان، لا كان طوفان ولا مطر، وعندما خاف نوح وبنى فلكًا لخلاص بيته، لا شك أنه شبع هوانًا واستهزاءً من العقلانيين، أما هو فصدَّق الله، لا لشيء إلا لأن الله قاله. ولكن إن كان نوح رأى بعين إيمانه الدينونة على الأشرار قبل أن تقع، فقد رأى إبراهيم مُجازاة المؤمنين قبل أن يبلغها. لقد رأى المدينة السماوية، المدينة التي أعدَّها الرب لقديسيه (ع13- 16).

وأما موسى فإنه رأى ما هو أسمى وأمجد، لا الدينونة على الأشرار ولا المدينة للأبرار، بل لقد تشدد كأنه يرى من لا يُرى!

ثم إن الإيمان أيضًا يصدِّق غير المعقول. وإن كان الإيمان ليس ضد العقل، لكنه يسمو فوق العقل. ونحن نلاحظ أن المؤمنين ليسوا قومًا سُذجًا، فهم يفهمون قدرات الطبيعة، ويفهمون استحالة أن ينجب مَن بلغ المئة عام، واستحالة أن تَلِد سارة وقد بلغت من العمر تسعين عامًا، لذا فإن إبراهيم في البداية ضحك، لما أخبرة الله بمولد إسحاق، وقال للرب: «ليت إسماعيل يعيش أمامك»، وكذلك سارة أيضًا في البداية ضحكت وقالت في باطنها: «أبعد فنائي يكون لي تنعم، وسيدي قد شاخ!». ولكن إن كان هذا غير معقول، فإن الله قاله، وهل يستحيل على الرب شيء؟

ثم إنه أيضًا من غير المعقول أن مَن مات يقوم من الموت. لكن هذا ما صدَّقه إبراهيم أيضًا عندما طلب الرب منه أن يقدم ابنه إسحاق، إذ حسب أن الله قادر على الإقامة من الأموات. وبعض النساء الفضليات سِرن وراء إبراهيم في تلك الطريق عينها، فأخذت نساء أمواتهن بقيامة. مثل الشونمية وامرأة صرفة صيدا.

ثم إن الإيمان يعمل المستحيل. فنجد أشخاصًا في سحابة الشهود تقووا من ضعف، هزموا جيوش غرباء، نجوا من حد السيف، أطفأوا قوة النار. هذا وغيره يعمله الإيمان الحقيقي.

وماذا بالنسبة لنا؟ هل لنا الإيمان الحي بالله الحي؟ دعنا نتذكَّر أن الإيمان يمجد الله، وأن عدم الإيمان يهينه ( رو 4: 20 ؛ عد14: 11). فليتنا نصلي بصدق مع التلاميذ: ”يا رب زِد إيماننا“.

يوسف رياض
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net