الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الخميس 19 يونيو 2014 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
يسوع المَدعُو يُسْطُس
ارِسْتَرْخُسُ ... وَمَرْقُسُ ... وَيَسُوعُ الْمَدْعُوُّ يُسْطُسَ ... هَؤُلاَءِ هُمْ وَحْدَهُمُ الْعَامِلُونَ مَعِي لِمَلَكُوتِ اللهِ، ( كولوسي 4: 10 ، 11)
”يسوع“ هو الصيغة العربية للاسم العبري ”يشوع“ ومعناه ”الرب خلاصٌ“. وهو الاسم الذي تسمَّى به ابن الله عند اتضاعه وتجسده. وها نحن نرى أخًا يحمل ذلك الاسم، ولكنه كان يُدعى ”يُسْطُس“ لأن أصدقاءه المؤمنين، كانوا، ولا شك، يشعرون بأن لا أحد يليق به أن يُطلَق عليه الاسم الذي دُعي به ابن الله، والذي صار الاسم فوق كل اسم. والاسم ”يُسْطُس“ هو اسم لاتيني معناه ”بار“. وكان هذا اللقب يُعطى للأشخاص الذين يُعرَفون باستقامتهم ( أع 1: 23 كو 4: 10 ). ويقول الرسول بولس عن ”يسوعُ المَدعو يُسطُس“ مع ”أرسترخس ومرقس“ (كو4: 10، 11)، أنهم:

(1) «الذين هم من الختان» (ع11)، أي أنهم كانوا غيورين للناموس، ولكن تحولت غيرتهم إلى اتجاه آخر، فصاروا عاملين لملكوت الله، وخدامًا للإنجيل مع الرسول.

(2) «هؤلاء هم وحدهم العاملون معي لملكوت الله» (ع11)، كان الرجال الثلاثة من اليهود المُهتدين، وكانوا وحدهم مَنْ بقي من اليهود، سابقًا، ليكونوا عاملين مع الرسول بولس لملكوت الله. ولم يُخبرنا الرسول عن تفاصيل عمل ”يسوعُ المَدعو يُسطُس“، فهو يمثل المؤمنين الأُمناء الذين يخدمون الرب لكن تبقى أعمالهم غير معروفة للعالم، غير أن الرب يحتفظ بسجل عن حياة هذا الرجل وخدمته، وبالتأكيد سوف يُكافأ في قيامة الأبرار.

ولكن أن يكون ”يسوعُ المَدعو يُسطُس“ عاملاً مع الرسول فهذا يعني استعداده لخدمة الرب بأية طريقة والهدف هو تقدُّم الإنجيل. والخدمة العظيمة ليست هي التي تظهر لها المظاهر العظيمة هنا، ولكن الخدمة العظيمة هي أن نجد سرورنا في إرضاء سيدنا «أن أفعل مشيئتك يا إلهي سُررت»، وباب هذه الخدمة مفتوح أمام كل واحد منا؛ الصغير والضعيف، كالقوي وصاحب المواهب.

(3) «الذين صاروا لي تسلية (أو تعزية)» (ع11)، وهذه الصفة الرقيقة تُشير في أصل معناها إلى كون ”يسوعُ المَدعو يُسطُس“ مُلطِّفًا كالبلسم الذي يُوضع لكي يُخفف الالتهابات ويُهدئها. وهناك الكثيرون من القديسين حولنا لهم أحزان وأوجاع كثيرة، ونفعل حسنًا أن نستخدم ماء الكلمة، بمحبة ولطفٍ للتطهير والتسكين، والإنعاش والتعزية، ولشفاء الجروح. ربما نكون أكثر اعتيادًا على استخدام الكلمة لتخترق كالسيف، أو كنور نسلّطه مباشرة، ولكننا نحتاج أن نستخدمها كذلك كالماء للتشجيع والإنعاش والتعزية.

فايز فؤاد
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net