الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الأربعاء 4 يونيو 2014 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
ماذا بعد الموت؟
مَاتَ الْمِسْكِينُ ... وَمَاتَ الْغَنِيُّ أَيْضًا وَدُفِنَ، فَرَفَعَ عَيْنَيْهِ فِي الجحيم وَهُوَ فِي الْعَذَابِ ( لوقا 16: 22 ، 23)
 يا له من تباين خطير بين هذين الشخصين بعد الموت! فالشخص المحتاج المعوز بمجرد أن يترك جسده المتألم والعالم القاسي تحمله الملائكة إلى حضن إبراهيم أبي المؤمنين. لقد اختبر بفرح صدق كلمة الله القائلة: «الذين هم من الإيمان يتباركون مع إبراهيم المؤمن» ( غل 3: 9 ). ما أحلى مكان الراحة هذا! لقد دخل الآن إلى مكان فيه لا يستطيع الأشرار أن يُعكِّروا صفوه. دخل إلى مكان فيه يستريح التعبان حيث «هناك يَكُفُّ المُنَافقون عن الشغَب، وهناك يستريح المُتعَبون» ( أي 3: 17 ). إنه الآن حيث يوجد إبراهيم البار وكل المؤمنين الراحلين. ما أعظم هذا التغيير! لقد كان بالأمس متألمًا مطروحًا عند باب الغني، متوجعًا من قروحه الكثيرة. ولكن ها روحه اليوم مع أبي المؤمنين في مكان يسوده السلام والمحبة والعزاء. أَ لم يَقُل الرسول بحق إن الانطلاق والوجود مع المسيح «أفضل جدًا»؟

ولكن أين يوجد الغني بكل مسراته وعظمته الدنيوية؛ ذلك الغني الذي دُفن في محفل عظيم؟ تُخبرنا كلمة الله أنه وهو في الهاوية، في مكان عذاب الأرواح الراحلة، رفع عينيه مُعذَّبًا. وبمجرد أن دخل ذلك المكان المُرعب رأى المسكين الذي كان خارج عتبة بيته، وإذ هو مع إبراهيم في مكان البركة والراحة. ما أعظم الفرق بين حالتي هاتين النفسين الآن! إحداهما في تعزية لا يُنطَق بها، والأخرى في عذاب لا يُعبَّر عنه! كلاهما في عالم الأرواح، ولكن إحداهما، مثل اللص الذي انطلق ليكون في الفردوس مع الرب، بينما الأخرى في بؤس يفوق الوصف. ما أرهب هذه الصورة! نحن نعلم أن المؤمن إذا مات، أو بعبارة أفضل متى رقد بيسوع، فإنه ينطلق ليكون مع المسيح؛ يتغرَّب عن الجسد، ويستوطن عند الرب. ولكن غير المؤمن - بكل أسف - هو في مكان آخر. بمجرد أن يترك الجسد يشعر في الحال بأنه قد انفصل انفصالاً كليًا عن حضرة الله، ولذلك فشقاؤه عظيم. إن وصفه هنا كمَن يتوق إلى نقطة ماء يُظهر عمق ألمه. إنه الآن يحسد ذلك المسكين الذي كان يومًا ما عند بابه. حقًا ما أعمق كلمات المُخلِّص القائلة: «ماذا ينتفع الإنسان لو ربحَ العالم كُله وخسِرَ نفسه؟ أو ماذا يُعطي الإنسان فداءً عن نفسه؟» ( مت 16: 26 )!

الربُ يدعوكَ انتبهْ فكيف لا تسمعْ
والموتُ آتٍ عاجلاً والموت لا يُدفــعْ

أ. ج. بولوك
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net