الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الأحد 8 يونيو 2014 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
الربُّ راعيَّ
اَلرَّبُّ رَاعِيَّ فَلاَ يُعْوِزُنِي شَيْءٌ ( مزمور 23: 1 )
يا لها مِن مفارقات عجيبة بين المزمور 22 والمزمور 23، أولهما كأس مملوءة بالحزن والمرارة والعلقم والأفسنتين، وغير ممتزجة بنقطة واحدة من التعزية، بينما الثاني نجد كأسًا فائضة بالبركات والأفراح والحلاوة والسلام. فالحمد الأبدي لاسمه العزيز الذي قَبِلَ أن يتجرَّع كأس ذنبنا المُرّة عن آخرها، لكي لا يُبقي لنا منها قطرة واحدة، ويُقدِّم لنا كأس الخلاص والفرح الناتجة عن محبته الكاملة الفائقة حد الوصف. ويا لها مِن قداسة عجيبة جعلت الله لم يُشفق على ابنه! بل يا لها مِن محبة لا تُوصف بذلت الابن الوحيد المُبارك؛ أعز وأحسن مَن في السماء، لأجل أحط وأنجس مَن في الأرض، دود حقير تجرأ على التمرُّد والعصيان ضد الله!

وليس ذلك فقط بل نرى في أول مزمور 22 ظلمة دامسة بدون أن يتخلَّلها أي شعاع ولو خفيف من النور المُبهج، بينما في بداءة مزمور 23 نرى شمس الحياة الوضَّاءة زاهية زاهرة، ومراعي خُضْر يقود الرب شعبه إليها ليقتات ويتقوَّى. ومَن ذا الذي يستطيع أن يُربض شعبه على المراعي الخضراء التي لا يتطرَّق إليها الجدب إلا المُخلِّص الكريم والراعي الأمين؛ راعي نفوسنا وأسقفها العظيم! ومَن ذا الذي انسكب كالماء وانفصلت كل عظامه، وصار قلبه كالشمع قد ذاب في وسط أمعائه، سوى ذلك الراعي الذي يستطيع بحكمته التي لا يتطرق إليها الخطأ، وعنايته التي لا تعرف الكَلَل أن ”يورِد شعبه إلى مياه الراحة“! يسوع وحده هو الذي يستطيع ذلك لأنه هو الذي يبِست مرة مثل شقفة قوته، ولصق لسانه بحنكه. ومَن ذا الذي يُمكِّن شعبه مِن أن يسيروا في وادي ظل الموت مِن غير أن يخافوا شرًا البتة سوى ذلك الحبيب الذي وضع نفسه أولاً إلى تراب الموت، ومِن قرون بقر الوحش استُجيب له! «الذي، في أيام جسدهِ، إذ قدَّم بصراخ شديد ودموع طلبات وتضرعات للقادر أن يُخلِّصهُ من الموت، وسُمِعَ له من أجل تقواه» ( عب 5: 7 ).

يا ليت ربنا يسوع يحفظنا قريبين منه وعند قدميه وصليبه لكي نتعلَّم أكثر عن شخصه الكريم وعن عمله العظيم، ونعرف إرادته الصالحة فينا، ونعمل ما يأمرنا به، ونكون كما يجب وكما ينتظر منا أن نكون، قائلين مع مَن قال: «يا رب، إلى مَن نذهب؟ كلامُ الحياة الأبدية عندك» ( يو 6: 68 ).

ما أمجدَ الحبيبْ مَن أكمل الفداءْ
ليس نظيره عجيبْ في الحبِّ والعطاءْ

كاتب غير معروف
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net