الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق السبت 12 يوليو 2014 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
مفدي الدم في الأقداس
وَلَيْسَ بِدَمِ تُيُوسٍ وَعُجُولٍ، بَلْ بِدَمِ نَفْسِهِ دَخَلَ مَرًّةً وَاحِدَة إلَى الأَقْدَاسِ، فَوَجَدَ فِدَاءً أَبَديًا ( عبرانيين 9: 12 )
سافك الدم الكريم محبةً في الخطاة الآثمين، ما أجودك يوم قيَّمت دمك بنفسك أثناء حديثك في كفرناحوم، مُعلنًا أن ”جميع الخطايا تُغفر لبني البشر“! فخطايا الأجيال كلها يكفيها تمامًا الدم الكريم لسيدي. وما أروعه إعلانًا للإيمان! وما أعظم النعمة يوم سَنَدت الايمان فتسلَّم الإعلان ووثقت نفوسنا أن خطايانا الماضية والحاضرة والمستقبلة طرحتها سيدي في أعماق البحر.

 وما أحكمك أيها الفادي يوم سفكت دمك خارج أورشليم إعلانًا لكل المحتاجين أن دمك ليس وقْفًا على شعب أو جيل، لكنه مِلك الايمان، والذي يمد يده ليأخذ نصيبه من الدم بالتوبة! وإنجيلك سيدي ما كان ليكون إنجيلاً دون سفك دم ابن الله الذي أحبنا وغسَّلنا من خطايانا بدمه. فقلب بشارتك المُفرِحة سيدي (الإنجيل) هو أن خطاياي محَاها الدم. وما أحلاها طمأنينة للإيمان، وأغناها ثروة للروح!

 وما أجودك داخلاً إلى الأقداس (كإنسان) في قيمة دمك الكريم واجدًا فداءً أبديًا لمفدييك! وما أروعك قبل أن تدخل سيدي إلى الأقداس، وأنت تعدِّها وتطهرها بدمك لتليق بك وبمؤمنيك أعضاء جسدك، بل تعِّد الطريق أيضًا لمفدييك للأقداس بذات الدم الكريم حتى يتبعوك إلى هناك!

 والمجد لك يا سيدى. يا مَن أعطيتنا ثقةً واقتدارًا باسمك لنتبعك إلى الأقداس في استحقاق دمك. وما أروعه طريقًا لم تَعبرُه الملائكة ولا رؤساء الملائكة، ولكن عَجب العُجاب أن نعبُره نحن مفدي نعمتك بأرواحنا وبخطوات إيمانية ثابتة، وبقلوب صارت لذَّاتها الوجود والراحة والسجود في الأقداس. وأمام هذا كله يهتف الإيمان في ثقة واحترام: هل يمكن أن يكون هنا (في الأقداس) للإنسان مكان؟!

 وما أعظمك أيها الفادي يوم أعدَدت قديسيك للأقداس فأصبحوا يستطيعون أن يتمتعوا بها وبالوجود فيها، يوم طهَّرت ضمائرنا ونقَّيت قلوبنا ورششت حوائطها وأبوابها بالدم الكريم!

 وفي الأقداس سيدي تُسمِعنا عظة الدهور: ”دمك يتكلم أفضل من هابيل“. ما أفضله حديثًا عن المحبة السرمدية والتي استُعلِنت بكمالها الإلهي في الجلجثة، ونُصرتك، وكفاية دمك سيدي لكل شيء، ويقينية خلاص كل إنسان يتمسك بالدم الذي رضي الآب به، وها هو يفتخر به في الأقداس!

ربي والهي .. إننا نتمسك بك وبدمك وبالوجود في الأقداس، فثبِّت هذا المجد الإلهي في قلوبنا بالروح القدس وكفى.

أشرف يوسف
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net