الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الاثنين 14 يوليو 2014 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
المتواضع الأعظم
قَامَ عَنِ العَشَاءِ وَخَلَعَ ثِيَابَهُ وَأَخَذَ مِنْشَفَةً واتَّزَرَ بِهَا. ثُمَّ صَبَّ مَاءً .. وابْتَدَأَ يَغْسِلْ أَرْجُلَ التَّلاَمِيذ ( يوحنا 13: 4 ، 5)
هذا العشاء هو عشاء الفصح الذي قال الرب عنه في لوقا 22 «شهوةً اشتهيت أن آكل معكم هذا الفصح قبل أن أتألم» كانت ليلة عيد منتظرة طول السنة، فاشتهى الرب أن يشترك مع تلاميذه ويُشرِكهم معه في الفرح قبل أن يتألم. وقد أعدّ كل شيء؛ الفصح المشوي والفطير والأعشاب المُرَّة وكؤوس الفرح والمسرَّة. وصار كل شيء جاهزًا، والجميع مُتكئون، ولكن العشاء متعطل لأنه لم يكن ممكنًا أن يبدأوا بالعشاء إلا بعد عملية التطهير. كان يجب غسل أرجلهم قبل مد أيديهم للعشاء والبركة.

لقد دخل الشيطان بينهم محاولاً إفساد أفراحهم. والكتاب يقول لنا: «لا تُعطوا إبليس مكانًا» ( أف 4: 27 ). وإبليس يدخل عن طريق الذات والأنانية. في تلك الليلة نفسها، وفي محضر الرب نفسه حدث أمرٌ غريب. قام نزاع في أذهانهم، وبينهم كلهم. يُخبرنا لوقا في إنجيله أنه «كانت بينهم مشاجرة» ( لو 22: 24 ) بين الرسل أنفسهم؟ نعم، وموضوع المشاجرة بين التلاميذ: مَن منهم يُظن أنه يكون أكبر؟ أي أن كل واحد منهم كان ينظر إلى نفسه كالأعظم. وكانت تلك خميرة عتيقة فيهم من بدء إيمانهم بالرب كمَلِكهم، فكان الفكر الذي يشغل كلاً منهم أن يكون هو الأعظم في ملكوت السماوات، وقد سألوا الرب هذا السؤال أكثر من مرة، وكان بطرقه الإلهية وأساليبه الجميلة يقضي على هذه الروح فيهم، إلى أن كانت تلك الليلة الأخيرة. وكأني بيوحنا يحتَّج بأنه التلميذ الذي يسوع يحبه، وبطرس يحتَّج بأنه هو الذي أقر الإقرار العظيم وسمع الطوبى من فم الرب «طوبى لك يا سمعان بن يونا» وهو الذي مشى على الماء دون بقية التلاميذ، وهكذا تعطل العشاء والفرح وحلَّ الشقاق والتحزب، والرب ناظر إليهم. كانت عملية غسل الأرجل عملية الخَدَم الأقل قدرًا، ولكن كلٌ منهم افتكر أنه هو الأعظم ولذلك تراجعوا جميعًا. ولكن الرب تبارك اسمه العظيم أخذ هو مركز الخادم، سيد الكون، سيد الكل الذي «إذ كان في صورة الله لم يَحسب خلسة أن يكون مُعادلاً لله لكنه أخلى نفسه آخذًا صورة عبد». والرسول بولس يقول لنا: «فليكن فيكم هذا الفكر الذي في المسيح يسوع أيضًا». هل كنا نستحق نحن أن يخدمنا المسيح؟ حقًا ما أعظم نعمته!

هل ليسوعَ من مَثيلْ مَن ضحَّى بالمجدِ
مع أنهُ الربُّ المجيدْ قد عاش كالعبدِ
قلبي يُحبهُ ويبغي قُربَهُ

برسوم ميخائيل
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net