الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الجمعة 18 يوليو 2014 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
وسط البحر الهائج
وَلَمَّا كَانَ الْمَسَاءُ نَزَلَ تلاَمِيذُهُ إِلَى الْبَحْرِ ... وَكَانَ الظّلاَمُ قَدْ أَقْبَلَ ... وَهَاجَ الْبَحْرُ ( يوحنا 6: 16 - 18)
ألزم الرب تلاميذه أن يدخلوا السفينة ويسبقوه إلى العَبر حتى يصرف الجموع، ثم صعد إلى الجبل منفردًا ليُصلي ( مت 14: 22 ، 23). كان ذلك في المساء، لكن بعد ذلك أقبل الظلام بمخاوفه ووحشته ولا سيما والسفينة تمخر اليمَّ بلا منارة تهديهم «يصعدون إلى السماوات، يهبطون إلى الأعماق. ذابت أنفسهم بالشقاء. يتمايلون ويترنحون مثل السكران، وكل حكمتهم ابتُلِعَت» ( مز 107: 26 ، 27). تلك كانت ولا شك ريحًا عدائية أثارها الشيطان، ولكن طاش سهمه، لأن ”السَيِّد“ يُراقب حالة شعبه مِن أعاليه ”وفي وقتهِ أسرع بهِ“ ( إش 60: 22 ). فبعدما أرهقهم التجديف قرابة نصف المسافة إلى المرفأ المقصود، أقبل عليهم المُنقذ من كل ضيق، ذاك الذي «جمع الريح في حفنتيهِ» ( أم 30: 4 )، والذي «يهدئ العاصفة فتسكن، وتَسكُت أمواجها» ( مز 107: 29 ).

وتلك هي صورة قطيع الرب وهو - له المجد - في الأعالي. والريح العاصفة يُثيرها العدو، لكنه لا يصل إلى الشوط الأخير، بل في منتصف الرحلة يقطع الرب القدير خط الرجعة عليه فيؤوب خاسرًا المعركة التي لم تكن في الواقع ضد التلاميذ، بل ضد السَيِّد الرب نفسه، الذي «يركب السماء في معونتك، والغمام في عظمتهِ» ( تث 33: 26 )، وكذلك ركب البحر الهائج إذ رآه تلاميذه ممتطيًا مركبته في حدقة الظلام، وظنوه خيالاً، فصاح بهم: «أنا هو» ( مت 14: 27 )، وهو من أسماء الله. كأن الرب أراد أن يقول لهم: أنا الله الذي مرة – وبلسان عبده إشعياء – قال: «إذا اجتزت في المياه فأنا معك، وفي الأنهار فلا تغمرك» ( إش 43: 2 ).

ومرة هاجت ريح زوبعية أرهبت راكبي سفينة تحمل شحنة مِن الركاب يبلغ عددهم 276 نفسًا، لكن وُجد بينهم مَنْ وقف به ملاك الإله الذي يعبده، حاملاً بشرى النجاة له وللمئتين والخمسة والسبعين راكبًا معه.

ويقول البشير يوحنا: «فرَضوا أن يقبلوه في السفينة. وللوقت صارت السفينة إلى الأرض التي كانوا ذاهبين إليها» ( يو 6: 21 ). كلمة «فَرَضُوا» عبارة مبعثها الخوف، لكن الرب لم يكن بحاجة إلى استئذانهم، بل هو قد مشى على المياه ليدخل السفينة، وما أن وطئت أقدامه أرض السفينة حتى صارت إلى الأرض التي كانوا ذاهبين إليها، وتمَّ قول المزمور: «فيفرحون لأنهم هدأوا، فيهديهم إلى المرفأ الذي يريدونه» ( مز 107: 30 ).

أديب يسى
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net