الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق السبت 19 يوليو 2014 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
القديم والجديد
عِنْدَ أَبْوَابِنَا كُلُّ النَّفَائِسِ مِنْ جَدِيدَةٍ وَقَدِيمَةٍ، ذَخَرْتُهَا لَكَ يَا حَبِيبِي ( نشيد 7: 13 )
تَرِد عبارة العتيق والجديد في كلمة الله في ثلاثة مواضع:

المرة الأولى في سفر اللاويين، إذ وعد الرب شعبه الطائع ببركات عظيمة، وواحدة من هذه البركات هي «تأكلون العتيق المُعتَّق، وتخرجون العتيق من وجه الجديد» ( لا 26: 10 ). وكأن الرب يريد أن يقول لهم: قبل أن ينفد ما لديكم من مخزون عتيق من العام الفائت، يأتي المحصول الجديد. ودلالة هذا هو الوفرة والشبع في أرض عمانوئيل، الأرض التي عين الرب إلهك عليها دائمًا من أول السنة إلى آخرها. هذا هو أيضًا قصد الرب لنا روحيًا، أن نشبع وتتلذذ بالدسم أنفسنا، سواء في الخلوات أو في الاجتماعات الروحية عندما نُجمع حول اسمه الكريم.

والمرة الأخيرة ورَدَت في إنجيل متى، وهو يحدِّثنا عن خدمة المُعلِّم، الذي هو في الوقت نفسه ”مُتعلِّم“، فيقول: «كل كاتب مُتعلِّم في ملكوت السماوات يُشبه رجلاً رب بيت يُخرِج من كنزه جُددًا وعتقاء» ( مت 13: 52 ). يا للعجب من غنى هذا الكنز الذي هو كلمة الله، فكل كاتب مُتعلِّم يمكنه أن يُخرج الجديد من هذا الكنز. آلاف بل مئات الآلاف من المُعلِّمين أعطاهم الرب لكنيسته على مدى عشرين قرنًا، وكل واحد منهم أمكنه أن يُخرج جددًا وعتقاء. مما يجعلنا نهتف مع المرنم: «لكل كمال رأيت حدًا، وأما وصيتك فواسعة جدًا» ( مز 119: 96 ).

لكن بين هاتين المرتين تَرِد العتيق والجديد في سجود النفس لحبيبها، وهو ما نقرأه في الآية التي في رأس هذا المقال، في سفر النشيد. إن المشغولية هنا ليست بي أنا في شبعي (مثل الآية الأولى)، ولا المشغولية بقطيع الرب عندما يقف المُعلِّم بيننا ليغني شعب الله بكنوز الكلمة الإلهية، بل المشغولية هنا بالحبيب نفسه، بالمسيح الذي يشتاق القديس أن يعظمه ويسجد له.

رائعة هي حصتنا من البركات الروحية في كنعان، ورائع أيضًا الغنى الحقيقي الذي لنا في كلمة الله، ولكن في سفر النشيد، بخلاف النصين الآخرين، نجد المشغولية بالحبيب نفسه! وكلمة نفائس تعني ثمار. فنحن عندما نقدِّم حبنا للمسيح، فنحن نقدم له ثمر ما سبق هو وزرعه، فنحن نحبه لأنه هو أحبنا أولا. ومن حقه أن نُريه من تعب نفسه، ليرى ويشبع. وهذه تذخرت لحبيب القلب. وهذا يذكِّرنا بمريم أخت لعازر التي اختزنت قارورة الطيب للحبيب. وهذه النفائس قديمة وجديدة. بمعنى أن محبتي لك بالأمس، لم تَقِّل ولم تبرد، ولكن أضيف إليها حب جديد. فحبي لفاديَ المجيد يومًا فيومًا سيزيد. ليت الكاتب والقارئ يكونان كذلك بنعمة الرب.

يوسف رياض
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net