الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الثلاثاء 22 يوليو 2014 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
طيب الرجاء يجذب البائسين
قَدِّسُوا الرَّبَّ الإِلهَ فِي قُلُوبِكُمْ، مُسْتَعِدِّينَ ..لِمُجَاوَبَةِ .. مَنْ يَسْأَلُكُمْ عَنْ سَبَبِ الرَّجَاءِ الَّذِي فِيكُمْ.. ( 1بطرس 3: 15 )
ردود أفعال المؤمنين في أوقات الألم تلفت انتباه الناس من حولهم حتى الأشرار منهم، فيُثار السؤال المُحيِّر: من أين لهؤلاء بهذا السلام العجيب وسط الكَرب الشديد؟ كيف يغفرون للمُسيئين إليهم؟ كيف يفرحون رغم آلامهم؟

من شهادة الكثيرين الذين رجعوا إلى الرب عبر الأزمان، سواء من عبودية الأوثان أو ظلمة الأديان، أن سبب اجتذابهم للمسيح هو ردود أفعال المسيحيين الحقيقيين وسط آلامهم؛ آلام الظلم والتعيير من الأشرار، لإصرارهم على عمل ما هو مرضي للرب. آلام الحرمان من المزايا والترقيات بسبب مبادئهم وأخلاقياتهم التي تنبع من إيمانهم. آلام بحسب مشيئة الله، حيث لا دخل للناس فيها مطلقًا.

سمعت اختبارا مؤثرًا عن مُرسَل أمريكي اسمه “براين هوجان”. أرسله الرب هو وزوجته إلى منغوليا في بداية التسعينات من القرن الماضي. كانت الخدمة شاقة والمقاومة عنيفة والثمر قليل. شاء الرب الحكيم أن يموت طفلهم الأول هناك، فتألم كثيرًا بسبب هذه التجربة، لكن الرب شجعه أن يقف ويتكلَّم في الجنازة عن الرجاء المسيحي بكل سلام وثقة، فترك هذا الأمر أثرًا مدهشًا بين هذا الشعب الذي لا يعرف الله، والذي يهَاب الموت وعواقبه. مرَّت السنون، فيها عاد المُرسَل إلى بلاده، ثم عاد مرة أخرى لكي يُشدِّد المؤمنين القلائل الذين في منغوليا، لكنه فوجئ بأعداد كبيرة من الذين آمنوا بالمسيح بعد أن عرفوا سبب الرجاء الذي شدَّد هذا المُرسَل في موت ابنه الوحيد وهو يخدم الرب بينهم.

إن الرجاء لا يمنح المؤمن فقط قوة وثبات وفرح في الضيقات، بل يُثير تساؤلات الناس ويقودهم لمعرفة مُخلِّصنا الحبيب. كم مِن المؤمنين في المستشفيات أو حتى المعتقلات فاح طيب الرجاء في وقت آلامهم وكثرة همومهم، فدفع المحيطين بهم أن يسألوهم عن سبب هذا الرجاء! فكانت آلام أولئك القديسين سببًا في جذب البعيدين سواء مِن المعاندين أو حتى المتدينين، فالناس من حولنا مهما اختلفت معتقداتهم أو أخلاقياتهم، فهم يفتقدون كل صور اليقين من جهة مصيرهم الأبدي.

عزيزي، يا مَن تتألم ولا تدري لماذا سمح الرب بتلك التجربة التي تجتاز فيها، افرح في الرجاء وتشدَّد بالرجاء، واشهد عن سبب رجائك لمَن يتساءلون من حولك.

أيمن يوسف
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net