تأملنا في الأسبوع الماضي في لمسة المرأة نازفة الدم لثياب المسيح، وعرفنا أن الذي شفاها ليست الثياب، ولا حتى اللمسة، بل إيمانها بالمسيح. ونواصل اليوم هذه الفكرة عينها فنقول: كان هناك مجموعة من العسكر واقفين تحت صليب المسيح بعضهم أخذ جزءًا من ثيابه عندما اقتسموا ثيابه بينهم، وواحد منهم فاز بالقرعة، وأخذ منفردًا قميص المسيح، لكنهم جميعًا لم ينالوا من المسيح قوة أو بركة، لأنهم كانوا يبغون قميصًا وثوبًا لا مسيحًا وربًا، واليوم أرى الكثيرين يبغون قميصًا لا مسيحًا .. أقول لهم باكيًا مُشفقًا كلام الملاك للمريمات عند القبر «ليس هو ههنا». لم يَعُد المسيح موجودًا في هذا القميص الذي تسعى جاهدًا للمسه. لم يَعُد موجودًا في القبر الذي تسعى جاهدًا لزيارته. لم يَعُد موجودًا على الخشبة التي تسعى جاهدًا للمسها. الله باركنا في المسيح، والمسيح لم يَعُد موجودًا لا في القميص ولا على الخشبة ولا في القبر.
وحتى لا يُساء فهمي، أنا لست ضد زيارة قبر المسيح، ولكن لكي تكون الأمور واضحة أقول إنها فقط زيارة سياحية قد تنعش الذاكرة وتجسِّم أمام العين ما سرَده الكتاب المقدس عن حياة المسيح وصلبه وقيامته، ولكن ليس لها أي بُعد روحي أو إيماني ولا يمكن أن تمنحني بركة أو قوة أو غفران خطايا. دعونا نكف عن خلط الأمور وجعل المعاني رمادية مشوَّشة.
صديقي .. أدعوك اليوم بدلاً من أن تسعى لأن تلمس أو تأخذ قميصًا بدون مسيح، أن تأخذ مسيحًا بدون قميص. صلبوه عاريًا على الصليب لكي يسترك. خذه نصيبًا أبديًا وتأكد أن فيه سيباركك الله بكل بركة روحية في السماويات.