الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الجمعة 25 يوليو 2014 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
لا تَخَفْ
لَمَّا رَأَيْتُهُ سَقَطْتُ عِنْدَ رِجْلَيْهِ كَمَيِّتٍ، فَوَضَعَ يَدَهُ الْيُمْنَى عَلَيَّ قَائِلاً لِي: لاَ تَخَفْ، أَنَا هُوَ الأَوَّلُ وَالآخِرُ ( رؤيا 1: 17 )
ما أسمى هذه المظاهر التي تُعبِّر لنا عن قلب يسوع المُفعَم بالحب والحنو، والمملوء بالشفقة والرأفة! وما أرق عواطفه وألطف شعوره! فتلك اليد اليمنى التي قد أحرزت لعبده وخادمه النصرة والغلبة على أعدائه، هي نفسها التي تنازلت لإنهاض وملاطفة خادمه الخائر القوى، وتشديده وتعزيته، بقوله: «لا تخف». وكأنه يقول له: ”يا يوحنا، لا يوجد شيء البتة يُمكنه أن يُخيفك أو يُرعبك. لا داعي البتة لانزعاجك وعدم تعزيتك، لأن يدي اليمنى تحميك وتحفظك وتواسيك، فهي معك وليست ضدك“.

وإذا كان الذي له القوة والقدرة في السماوات والأرض، خالق جميع أنحاء المسكونة، مالك كل العالمين، والماسك كل شيء بيمينه، فادي وديَّان الجميع، يقول لنا: «لا تخف »، فلا يوجد بعد موضع للخوف أو الانزعاج. وفوق ذلك قد أعطى السَيِّد لخادمه الضعيف الخائر القوى أسبابًا معقولة لعدم الخوف، وذلك مِن أجل اسمه، ومن أجل عمله الكامل وسموه وارتفاعه بقوله له: «أنا هو الأول والآخر» لأن السلام الحقيقي دائمًا يتفق وجوده مع وجود شخص المسيح، لأن عظمته ومجد شخصه هما اللذان يملآن عمله كمالاً وجلالاً، وكفاءة وإقناعًا، وقد جُمعت فيه جميع البركات، لأن الله والإنسان وُجِدا في شخصه، فهو رجل الدهور الوحيد، والفادي الفريد. وهو الذي أوجد للإنسان جميع البركات التي يحتاجها، وفي الوقت نفسه قد تمَّم وأوفى مطاليب بر الله وعدله

«والحي وكنتُ ميتًا»، فكأنه يقول: ”يا يوحنا أنا مُت لأجلك، وقد حملت جميع خطاياك وتعدياتك، وأبعدت عنك كل معاصيك، فقد اجتزت الموت عوضًا عنك لكي لا ترى الموت، وقد قمت من الموت وصرت حيًا، ولذا جميع ديونك قد وفَّيتَها، وكل ما كان محكومًا به عليك كخاطىء مجرم قد تنفَّذ في شخصي، ولكني قد قُمت ناقضًا أوجاع الموت، ولذا يجب أن تحيا إلى الأبد «لا تخف».

«وها أنا حي إلى أبد الآبدين» ولولا أن كل خطية من خطايانا قد مُحيت تمامًا لَمَا أمكن أن الله يُقيم المسيح من الموت، والرب المُقام من الأموات الذي رفَّعه الله وأجلسه عن يمينه في الأعالي هو الكاهن الأعظم إلى الأبد على رتبة ملكي صادق، وقد دُفع إليه كل قوة وسلطان، وأُعطِيَ حق الدينونة، وهذه كلها براهين ساطعة على قبول ونجاة جميع المؤمنين «لا تخف».

دينيت
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net