الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الاثنين 28 يوليو 2014 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
خادم الإنجيل
وَأُذُنَاكَ تَسْمَعَانِ كَلِمَةً خَلْفَكَ قَائِلَةً: هَذِهِ هِيَ الطَّرِيقُ. اسْلُكُوا فِيهَا ( إشعياء 30: 21 )
خادمُ الإنجيل المثالي جبلٌ، بل وأثقل من جبل، لا يتقلقل. خادمُ الإنجيل المثالي نــَسر، بل أخفُ من النسر، كلُّه حركة. فهو جامدٌ في مكانه لا يتحرك طالما أن الأمرَ لم يصدر له بالحركة، وكلُّه حركة لأن الأمرَ صدر له بالحركة. قد يكون خادم الإنجيل في حجرته الخاصة، أو قد يكون بين أولاده نائمًا، فيسمع صوتًا يقول: ”اعبر إلينا وأعنَّا“. وقد يكون الجوُ باردًا ممطرًا يـُرعد ويقصف، ومع ذلك يــعدُّ حقيبتــه ويقف ليقول: ”ها أنذا أرسلني“. ثم يقول: ”عرِّفني الطريق“. وإذا بالصوت الأول يقول له: ”هذا هو الطريق، سِر على بركة الله“. ومَنْ يا ترى صاحبُ الأمر والنهي، سواءٌ كان بالحركة أو بالتوقف؟

الخادم المثالي هو الذي يخدم الإنجيل، ومن رب الإنجيل يتلقى الأوامر بالتحرك أو بالوقوف. خادم الإنجيل المثالي لا ينقل رجلَه من مكانها، إلا إذا كان في داخله الاقتناعُ الإلهي بأن الخطوةَ بحسب مشيئة الله. والدليلُ القاطع على أن كلَ هذه الخطوات كانت بحسب مشيئة الله، أن الربَ يتمجد، والنفوسَ تخلُص، والمؤمنين ينالون بُنيانًا خاصًا.

الجوُ كلُّه، وحتى الظروفُ الطبيعية تشهد، بأن خادمَ الله الذي أتى، جاء مُرسَلاً من الله لا من نفسه. هو رجلٌ قريبٌ كلَ القرب من إلهه الذي يخدمه، وهو بعيدٌ كلَ البُعد عن مشورات الناس؛ إنه يعرف أن يميز بسهولة بين مشورة الله التي بحسب المكتوب، ومشورة الإنسان التي تتفق والهوى أو تتفق والظروف.

إن خادمَ الإنجيل المثالي جاهلٌ في نظر الناس، وليكن. إن خادمَ الإنجيل المثالي لا يفهم شيئًا في السياسة، فليكن. إن خادم الإنجيل المثالي فقيرٌ وبالكاد يعيش، ليكن. ليكن هذا كلُّه أو بعضُه طالما أنه يسير بحسب المشيئة الإلهية، فيقف حيث يريده الرب أن يقف، ويتحرك إلى حيث يحركه الروح القدس الساكن فيه. أ لم يكن سيدُنا على هذا النمط؟ فكم بيتًا اشترى المسيح؟ وكم جنيهًا وفَّرها في البنك؟ هل كان له مكانٌ بين شيوخ المدينة عند الباب؟ هل كتبت عنه الجرائدُ بأنه سيسافر إلى كذا ويعود في يوم كذا لتقامَ له الاحتفالات؟ حاشاه. لقد كان طعامُه أن يفعلَ مشيئةَ الذي أرسله، وكان لباسُه بسيطًا جدًا، ولم يكن له أين يــُسند رأسَه. يا رب، زِدْنا من أمثال هذا الخادم المثالي!

سيدي ماذا تريدْ اِهدني حيثُ تريدْ
إنني لستُ أريدْ غير فعلِ ما تريدْ

برنامج كل الكتاب
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net