الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الجمعة 4 يوليو 2014 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
يهوذا والبناء
وَقَالَ يَهُوذَا: قَدْ ضَعُفَتْ قُوَّةُ الْحَمَّالِينَ، وَالتُّرَابُ كَثِيرٌ، وَنَحْنُ لاَ نَقْدِرُ أَنْ نَبْنِيَ السُّورَ ( نحميا 4: 10 )
شيء مُحزن أن نسمع مثل هذه الكلمات من يهوذا! ولكن دهشتنا تزول حينما نعرف موقف يهوذا غير المُشرِّف ( نح 6: 17 ، 18، 19؛ 13: 15-18). ولكن ما هي الحيثيات التي بنى عليها يهوذا كلامه؟

أولاً: ضعف قوَّة الحمَّالين: فلقد نسى يهوذا أنَّ الله هو قوة شعبه، وأنه متى وضع حِمل الخدمة على شعبه، فإنه لا بد أن يوشحهم بالقوة اللازمة للقيام بأعباء هذه الخدمة.

عندما أقام الرب موسى ليقود الشعب في البرية، زوَّده بقوة تتناسب مع جسامة الخدمة التي سيقوم بها، غير أنه عندما استثقل موسى حمل الشعب، قائلاً: «لا أقدر أنا وحدي أن أحمل جميع هذا الشعب، لأنه ثقيلٌ عليَّ» ( عد 11: 14 )، قال الرب له: «اجمع إليَّ سبعين رجلاً من شيوخ إسرائيل ... وآخُذ من الروح الذي عليكَ، وأضع عليهم فيحملون معك ثِقل الشعب فلا تحمل أنت وحدك» ( عد 11: 16 ، 17). وما أعجب ما قصد الرب أن يفعله، إنه لم يمنح الشيوخ قوة إضافية، بل أخذ مما كان لموسى وأعطاهم! وكأنه أراد أن يكشف لموسى حقيقة هامة، وهي أنه عندما أقامه الرب ليحمل الشعب، أعطاه قوة تتناسب مع حجم هذه الخدمة، ولذلك لم يعطِ الرب للشيوخ قوة إضافية من عنده، بل أخذ من القوة التي سبق وأعطاها لموسى، ووزع على السبعين شيخًا. وما أعظم وأمجد هذه الحقيقة؛ فالله لا يُكلِّفنا بخدمة إلا ويسبق ويمدّنا بما يتناسب مع هذه الخدمة!

ثانيًا: كثرة التراب: إن انتشار الشر والخراب حولنا قد يولِّد فينا روح اليأس والفشل، ولكن شكرًا لله الذي «لم يُعطِنا روح الفشل، بل روح القوة والمحبة والنُصح» ( 2تي 1: 7 ). وما أجمل النصائح التي يُقدِّمها الرسول بولس إلى ابنه تيموثاوس في رسالته الثانية، والتي تكلِّمنا عن زمن الخراب وكثرة التراب: «تقوَّ أنتَ يا ابني بالنعمة التي في المسيح يسوع» ( 2تي 2: 1 )، «اصحُ في كل شيءٍ. احتمل المشقات. اعمل عمل المبشر. تمِّم خدمتك» ( 2تي 4: 5 ).

إن كثرة ما يُحيط بنا من إحباطات ومُفشلات، لا ينبغي أن يُقلِّل من هِمتنا ونشاطنا، بل على العكس يجب أن يُزيدنا حماسًا وغيرة، ويدفعنا لبذل كل طاقة لمجد الرب ولخير إخوتنا.

رسالةً أعطيتني يا سيدي كي أُخبرَ المَلا عن الحبِّ العجيبْ
وقُلتَ لي إن الطريقَ شائكٌ وقُلتَ لي إني سأحمل الصليبْ
لكنكَّ وعدتَ أن تمنحني من روحِكَ القدوسِ عونًا لا يخيبْ

عاطف إبراهيم
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net