الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الثلاثاء 8 يوليو 2014 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
تألم مُجَربًا
لأَنَّهُ فِي مَا هُوَ قَدْ تَأَلَّمَ مُجَرَّبًا يَقْدِرُ أَنْ يُعِينَ الْمُجَرَّبِينَ ( عبرانيين 2: 18 )
بسبب سرطان العظام، كان ينبغي أن تُبتر ذراع ”آندي“ ابن السبع سنوات، تفاديًا لِما هو أخطر. وفي البداية لم يكن مِن السهل عليه أن يتكيَّف مع فقدان يُسراه. ولما رجع إلى المدرسة، أرادت مُعلِّمته أن يفهم زملاء صفِّهِ كم صارت أنشطة الحياة اليومية صعبة عليه، لكي يترفقوا به، ويرثوا لضعفه، ويُحاولوا معاونته إذا ما عجز عن القيام ببعض الأمور الطبيعية والسهلة عندهم. ولذلك طلَبت ذات صباح من جميع تلاميذ الصفِّ الآخرين أن يربطوا أذرعهم اليسرى ويُبقوها وراء ظهورهم، مما يعني أن عليهم أن يقوموا بكل شيء بواسطة اليد اليُمنى فقط.

وهكذا أصبحت صعبة أمورٌ يسيرة في العادة، مثل قلب صفحات الكتاب، والكتابة بترتيب وبخط واضح، ومنع الورقة مِن الانزلاق، وكذلك استلزم تبديل الثياب وتزرير القمصان جهدًا زائدًا، كما بات ربط سيور الحذاء مستحيلاً. ومن ثمَّ اكتشف زملاء ”آندي“ في الصف أنَّ الطريقة الوحيدة التي تُتيح لهم حقًا أن يتفهَّموا مشكلته هي بأن يختبروا بأنفسهم الصعوبات التي تواجهه.

ولأن الرب يسوع المسيح، صار إنسانًا، ففي وسعه أن يتفهَّم تمامًا تجاربنا ومِحَننا، ويستطيع أن يَعي تجاربنا، ويُدرك ضعفاتنا، ويعلَم انكسار قلوبنا، ويُقدِّر المشقات التي نكابدها، لأنه اجتاز فيها. إنه يفهم ما نواجهه من أحزان وآلام وصعاب، وبما أنه «قد تألم مُجرَّبًا، يقدر أن يُعين المُجَرَّبين» ( عب 2: 18 ).

عزيزي: ما هي تجربتك في الوقت الحاضر؟ هل هي الفقر والعوز ونقص الإمكانيات المادية؟ هل خيانة صاحب غادر؟ هل تخلي حبيب أو صديق؟ هل الخذلان والاحتقار من الأقرباء؟ هل تطاول الألسنة والأيدي؟ هل نكران الجميل، وعدم الاعتراف بالفضل والإحسان؟ هل الظلم وسلب الحق؟ هل أوجاعًا جسدية، أو آلامًا نفسية؟ هل هي الوحدة والوحشة والإنفراد؟ لقد عبَر الرب يسوع في هذه كلها، ودخل فيها بإرادته حتى يعرف بالاختبار العملي هذه الأوجاع. وعندما نتألم، دعونا نذكر أنه احتمل ما لا يوصف من آلام، وكم حَمَلَ مِن أحزان في حياته وفي موته! واختباره الطويل مع الأحزان جعله قادرًا أن يرثي للمتألمين، ويُعين المُجرَّبين. وكم ينبغي أن نكون شاكرين لأنَّ لنا مُخلِّصًا يرثي لنا ويفهم أوضاعنا ويهتم بنا! فلنثق به في وسط ظلمة الحياة، ومِن المؤكد أن ثقتنا لن تكون في غير موضعها.

فايز فؤاد
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net