الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الثلاثاء 26 أغسطس 2014 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
الرجاء المسيحي
آتي أيضًا وآخذكم إليَّ ( يوحنا 14: 3 )
في مُستهل الأصحاح الرابع عشر من إنجيل يوحنا، يقول الرب للتلاميذ: «لا تضطرب قلوبكم». في أي وقت تكلَّم الرب بهذه الأقوال؟ في الوقت الذي خرج فيه يهوذا مملوءًا بالشيطان لينفذ مؤامرة القبض على الرب. «في الليلة التي أُسلِمَ فيها». كانت ظروف الرب حَرِجة جدًا وهو ذاهب إلى الصليب. وفي تلك الليلة مضى إلى بستان جثسيماني وكان يصلي بأشد لجاجة وعرقه ينزل كقطرات دم «الذي في أيام جسده إذ قدَّم بصراخ شديد ودموع طلبات وتضرعات للقادر أن يخلِّصه من الموت». ولكن رغم أهوال الصليب والدينونة، كان قلبه مشغولاً بتلاميذه، وكأنه يقول لهم: ”أنا أذهب إلى الموت، وأما أنتم فلا تضطرب قلوبكم“. ومع أن كلامه كان مصحوبًا بالسلطان إلا أنه يقدِّم لهم دعامات لعدم اضطرابهم. كانوا سيخسرون وجود المسيح معهم بالجسد، والمُلك المُنتَظر في الحال، ولكنه يقول لهم: «أنتم تؤمنون بالله فآمنوا بي». فينقلهم بذلك من الإيمان اليهودي إلى الإيمان المسيحي. أما فيما يختص بالمُلك، فأقول لكم: «في بيت أبي منازل كثيرة، وإلا فإني كنت قد قلت لكم». وفي بيت الآب سيبقون إلى أبد الآبدين، وليس إلى ألف سنة فقط. ثم يقول لهم: «أنا أمضي لأُعد لكم مكانًا». كان إعدادهم للمكان هو بموته على الصليب، ولكنه يُشير إلى دخوله إلى السماء كسابقٍ لنا – لقد مضى ليُعد المكان وسيأتي أيضًا ليأخذنا إليه. ألا يملأ هذا الخبر قلوبنا جميعًا بالسلام والفرح؟

إن كلمات الرب هنا «أنا أمضي لأُعد لكم مكانًا» هي الحجر الأساسي لهذا الحق الإلهي. وبعد ارتفاع المسيح إلى السماء جاء الروح القدس وأعطى لكتَبة العهد الجديد أن يبنوا على هذا الأساس ويفصِّلوا كلمة الحق بالاستقامة. وهل هناك ما له قيمته وجلاله وتقديره في نفوس المؤمنين نظير كون الرب قد أتى بنفسه ليصنع تطهيرًا لخطايانا بموته على الصليب، وليحمل خطايانا في جسده على الخشبة؟ فالوسيلة التي استطاع بها الله أن يفتح بيته لدخول الخطاة الذين افتقدتهم النعمة هي آلام المسيح الكفارية على الصليب. يقول الرسول: «كما أحب المسيح أيضًا الكنيسة وأسلمَ نفسه لأجلها ..» وما هي الغاية؟ «لكي يُحضرها لنفسهِ كنيسة مجيدة لا دَنسَ فيها ولا غضن أو شيء من مثل ذلك». لقد احتمل المسيح الصليب مستهينًا بالخزي وذلك «من أجل السرور الموضوع أمامه». فقد كان موت المسيح وسيلة لتحقيق القصد الإلهي والمشورة الأزلية ليأتي بالخطاة التائبين إلى بيت الآب.

كاتب غير معروف
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net