الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الأربعاء 27 أغسطس 2014 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
يوم الانتخاب العظيم
مَنْ تُرِيدُونَ أَنْ أُطْلِقَ لَكُمْ؟ بَارَابَاسَ أَمْ يَسُوعَ الَّذِي يُدْعَى الْمَسِيحَ؟ ( متى 27: 17 )
المدينة كلها في ضجيج، ولا حديث للناس إلا المناقشات الانتخابية، والنشاط يبدو على الجميع، وغدًا يوم إعطاء الأصوات حين يبلغ الحماس أشده، وحينئذٍ يكون موضوع التساؤل: ”أيهما تنتخب؟“ من الغريب أن نقول إن هذه كانت الحالة في إحدى كُبريات المدن منذ عدة مئات من السنين؛ هذه كانت الحالة في أورشليم يوم الانتخاب. ستقول لي: يوم الانتخاب! أنا لا أعرف أنه كان في أورشليم يوم انتخاب. ولكني أؤكد لك أنه كان. ويا للجموع الذاخرة! ويا للجماهير المُتحمسة في ذلك اليوم! كان يُمكنك أن تَعِّد الناس بالآلاف، بل بعشرات الآلاف. إنه كان يوم انتخاب! نعم، ويومًا عظيمًا، لم يكن نظيره قبله ولا بعده إلى اليوم. لقد رأس الاجتماع حاكم المدينة، وأخذ أصوات القوم، إن كانوا ينتخبون باراباس أم المسيح؛ باراباس اللص القاتل، أم المسيح يسوع الرب، مُخلِّص الخطاة الهالكين! قال الحاكم: ”أيهما تنتخبون؟ في جانب مَن أنتم؟ هل في جانب المسيح؟“ فصرخوا بصوتٍ واحد قائلين: ”كلا، ابعد عنا هذا، واطلق لنا باراباس“. هكذا أعطوا أصواتهم، وهكذا تم الانتخاب. وقد فاز باراباس وانتُخب. أما يسوع فلم يُريدوه! كان يُمكن أن يقبلوا أي واحد ما عدا هذا!

يقبلون باراباس ولو كان لصًا وقاتلاً، أما يسوع فماذا يفعلون به؟ «صرخوا: خُذه! خُذه! اصلِبهُ!». وهكذا أُطلق باراباس الرجل المُنتخَب، ويسوع المرفوض سيق إلى حيث سُمِّر على صليب، مُعلَّقًا بين السماء والأرض، كأنه غير مستحق للوجود في كليهما.

ولكن الله لم ينسَ تلك الحادثة المروعة؛ قتل ابنه الحبيب، بل سيأتي يوم لا بد للعالم فيه من الوقوف أمام الديان العظيم، ليُعطوا حسابًا عما فعلوا بابن الله. وحاكم أورشليم سيُسأل عما فعل بالمسيح. وأنت أيضًا أيها القارئ ستُسأل: ”ماذا فعلت بالمسيح؟“ تقول لي: ”أنا؟! ماذا لي أنا؟!“ أقول لك: ”نعم، أنت“. السؤال أمامك هو نفس السؤال الذي سأله بيلاطس: «فماذا أفعل بيسوع الذي يُدعَى المسيح؟». فهل قبلته أم رفضته؟ اعلم جيدًا أن هذا هو السؤال المخزون لك في اليوم العظيم القادم: ”ماذا فعلت بالمسيح؟“ لا يُمكنك أن تقول لي: ”إني سأكون على الحياد، فلا أقبل المسيح ولا أرفضه، لأن بيلاطس مِن قبلك حاول أن يكون على الحياد فلم يَفلح، لأنه لا يوجد مكان متوسط، فاختَر بين اثنين.

كاتب غير معروف
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net