الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق السبت 30 أغسطس 2014 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
تعالوا إلى موضع خلاء
تَعَالَوْا أَنْتُمْ مُنْفَرِدِينَ إِلَى مَوْضِعٍ خَلاَءٍ وَاسْتَرِيحُوا قَلِيلاً ( مرقس 6: 31 )
قصد الاثنا عشر الرب ليُخبروه بنجاحهم «اجتمع الرسل إلى يسوع وأخبروه بكل شيء، كل ما فعلوا وكل ما علَّموا» ، كما قد عَمَد إليه تلاميذ المعمدان في وقت حزنهم وخسارتهم بعد مقتل مُعلِّمهم ( مت 14: 12 ). وقد كان الرب يسوع في الحالتين كفؤًا لسد حاجات القلب، فهو يستطيع أن يسد أعواز القلب المنسحق بالأحزان، كما يستطيع أن يُجيب رغبات القلب المُبتهج بالنجاح.

«فقال لهم: تعالوا أنتم منفردين إلى موضع خلاء واستريحوا قليلاً». وهنا تتجلى أمجاد المسيح الأدبية بلمعانها الباهر لتُخرِج محبة الذات مِن قلوبنا الضعيفة والضيقة، فنتعلَّم هنا بكل وضوح أنه متى جعلنا الرب يسوع مستودع أفكارنا ومشاعرنا، لا تكون هناك فرصة لأن تكون لدينا ثقة في الذات أو الكبرياء، ولا احتقار للآخرين، بل كلما كانت لنا شركة أكثر بالرب يسوع كلما اتسعت قلوبنا لحاجات البشر المختلفة التي تُعرَض في طريقنا، ولا يُمكننا أن نتعلَّم كيف نشترك في شعور الآخرين إلا بعد أن نعوِّد أنفسنا على الإتيان إلى الرب يسوع، وتفريغ ما بقلوبنا مِن الأحزان أو الأفراح لديه، وطرح كل أثقالنا عند قدميه.

وما أعظم جمال وقوة تلك الكلمات: «تعالوا أنتم منفردين»! فلا يقول السَيِّد: ”اذهبوا أنتم“ لأن هذا لا يفيدهم شيئًا. نعم، فما فائدة الانفراد في مواضع خلاء إن لم يكن الرب يسوع هناك لننفرد معه؟ إن انفرادًا كهذا إنما يزيد قلوبنا نشُوفة وضيقًا، لأني ربما أنعزل عن المشهد الذي حولي بحالة اليأس والإعياء لكي أمتلئ مِن محبة الذات، وربما أعتبر أن رفقائي لم يُعظموني، ولم يُقدّروني حق قدري، فأنفرد لكي أُعظم نفسي، وأجعلها محور أفكاري جميعها، فأُصبح بذلك ضيِّق الصدر، مُثقل القلب، وفي حالة تَعِسة. ولكن عندما يقول الرب يسوع: «تعالوا»، يختلف الأمر اختلافًا تامًا، إذ بالانفراد معه نتعلَّم أجمل الدروس الأدبية، ولا يُمكن أن نستنشق جو حضوره دون أن تتسع قلوبنا، فهو يستطيع أن يُجيب رغبات الجمع الجائع، كما يعرف أن يسد أعواز التلاميذ، سواء أَ كانوا حزانى أم فرحين.

فَمَن كان مهمومًا يستطيع أن يذهب إلى الرب يسوع، ومَن كان مسرورًا يستطيع أن يأتي إليه، ومَن كان جائعًا يُمكنه أن يقترب أمامه. يُمكننا أن نأتي بكل شيء إلى الرب يسوع لأن فيه يَحُل كل الملء، وتبارك اسمه لأنه لن يصرف أحدًا جائعًا.

ماكنتوش
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net