الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الخميس 7 أغسطس 2014 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
رفقة المُخصَّصة
وَكَانَتِ الْفَتَاةُ حَسَنَةَ الْمَنْظَرِ جِدًّا، وَعَذْرَاءَ لَمْ يَعْرِفْهَا رَجُلٌ ( تكوين 24: 16 )
كانت رفقة «حسنة المنظر جدًا». وبالتأكيد أن للجمال الجسدي مخاطره، إلا أن الكتاب يذكر عن رفقة أنها كانت «عذراء»، وأيضًا «لم يعرفها رجلٌ». وهما صفتان توافرتا في رفقة، وليسا صفة واحدة.

وأكاد أسمع همسات الشابات تتساءل: ماذا تعني بهذا؟ وأذكِّرهن بدينة ابنة يعقوب، التي يقول عنها الكتاب: «وخرجت دينة ابنة ليئة التي ولدتها ليعقوب لتنظر بنات الأرض» ( تك 34: 1 )، وهكذا أتاحت الفرصة لواحد من ”شباب الأرض“ أن يراها ”فرآها شكيم ابن حَمُور الحوِّي رئيس الأرض ... وتعلَّقت نفسه بدينة (التصق بها) .. وأحب الفتاة ولاطف الفتاة“ ( تك 34: 3 ). إذًا لقد عرف شَكِيمُ الفتاة! ولكن ماذا عن رفقة؟ «كانت الفتاة ... لم يعرفها رجلٌ» ( تك 24: 16 ).

وماذا بعد هذا عن دينة؟ وماذا نتوقع من السير على الأرض الزلقة؟ «أخذها واضطجع معها وأذلها» ( تك 34: 2 ). وفقَدَت دينة ”عذراويتها“. وهكذا قال أخواها شمعون ولاوي: «أ نظير زانية يُفعل بأُختنا؟» ( تك 34: 31 ). ولكن رفقة كانت «عذراء» وأيضًا «لم يعرفها رجلٌ».

ابنتي الغالية: افْهَمْي ما أقولُ. لقد احتفظت رفقة بكل كيانها الجسدي والعاطفي والنفسي والفكري، ليكون مُلْكًا لمن عيَّنه الرب واختاره لها ليكون زوجها في المستقبل. لقد كانت عروسًا مُخصَّصةً لِرَجُلِهَا، فالله لا يسمح مطلقًا بأية علاقة جسدية أو عاطفية خارج إطار الزواج المقدس، وكل مَنْ يتعدى على ترتيب الله فهو من الزناة والزواني، وكل تحوُّل عن المبادئ الأدبية الكتابية التي تحدد العلاقة بين الجنسين، يُعتبر من أعمال الفجور (يه14، 15). إن بعض الفتيات احتفظن بالعذراوية الجسدية لكن لا تنطبق عليهن الكلمات «لم يعرفها رجلٌ»؛ فلقد تعلَّقت العواطف وانشغل الفكر بآخر، ليس هو المُعيَّن من الله لهن، وسمحن لأنفسهن ببعض التجاوزات التي لا تليق بقديسات متعاهدات بتقوى الله.

لقد احتفظت رفقة بنفسها لإسحاق، وتركت الكل لأجله. لقد نسيت شعبها وبيت أبيها، وسارت في برية قاحلة بقلب مليء بالمحبة والإخلاص له. وإذ رأته من بعيد نزلت عن الجَمَلِ، وتَغَطَّت بالبُرْقُع، دليل التخصيص والخضوع والحياء ( تك 24: 65 )، لذا اشتهى إسحاق حُسنها وأحبها. وهكذا يجب أن تكون كل عروس.

فايز فؤاد
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net