الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الجمعة 12 سبتمبر 2014 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
الفشل ليس النهاية
وَإِنْ شَكَّ الْجَمِيعُ فَأَنَا لاَ أَشُكُّ! ... وَلَوِ اضْطُرِرْتُ أَنْ أَمُوتَ مَعَكَ لاَ أُنْكِرُكَ! ( مرقس 14: 29 - 31)
لم ينكر بطرس كونه تلميذ الرب فحسب، لكنه حلف أنه لا يعرفه! وعلى الأرجح اعتقد بطرس أن فشله كان هو النهاية، وظن أنه خسر وإلى الأبد كل فرصة للتعبير عن أسفه وطلب الغفران من الرب عندما اُقتيد الرب إلى المحاكمة ثم الصليب والقبر.

ولم يكن فشل بطرس هو النهاية لأن الرب في نعمته احتفظ له بخطط عظيمة، وكان هدفًا خاصًا لمحبة الرب يسوع عند إفطار رد النفس الذي كان عند بحر الجليل. لقد كان الرب على عِلْم بمشاعر الذنب التي اجتاحت بطرس، وكان يعرف تمامًا كيف يرُّد نفسه بلطف بتقنية السؤال والجواب ( يو 21: 15 -19). إن رَّد الرب لنفس بطرس بهذه الرِّقة هو بكل تأكيد تحقيق للمقطع المسياوي الرائع الوارد في إشعياء: «قصبة مرضوضة لا يقصف، وفتيلة خامدة لا يُطفئ» ( إش 42: 3 ).

من الجدير بالذكر أن الرب يسوع استخدم لفظان يونانيان مختلفان ومعروفان للتعبير عن المحبة عندما سأل بطرس «أَتُحِبُّنِي؟» ( يو 21: 15 -17). فالكلمة اليونانية فيليو ”phileo“ تُشير إلى ”المشاعر الرقيقة“ بينما تشير الكلمة ”أجابيه agapao“ إلى ”محبة تتضمن تضحية وإنكار للذات طوعًا من أجل المحبوب“. ولقد استخدم الرب لفظة “agapao” في سؤاله الأول والثاني لبطرس ولفظة ”phileo“ في المرة الثالثة، إلا أن بطرس أجاب في الثلاث مرات مُستخدمًا التعبير ”phileo“. وعلى الأرجح كان الرب يتكلَّم مع بطرس بالأرامية التي لا تحتوي على كلمات مساوية في المعنى الدقيق لهاتين الكلمتين اليونانيتين عن ”المحبة“ إلا أن يوحنا (الذي كان حاضرًا لهذا الحوار) استخدم هذين اللفظين المحددين بقيادة الروح القدس لينقل بالضبط جوهر حوار ربنا مع بطرس لرَّد نفسه.

بعد خبرته الأخيرة من تصريحاته اللا مسؤولة وبالتالي فشله ( مر 14: 29 -31)، يبدو أن بطرس كان في غاية الخجل من أن يُعرِّف محبته أنها كانت “agapao” (المحبة القوية التي تحوي تضحية إرادية بالذات) للرب. لكن كان للرب خطط لحياته، وكالشفيع أخبره أن فشله ليس هو النهاية، وكانت شفاعته مؤثرة فاستمر بطرس مُستخدَمًا من الله بقوة! فقادَته محبته للمسيح إلى خدمة مضحية على مدى ما بقي من حياته، حتى إلى السجن والموت كشهيد أمين. وإن كان الرب قد سامح بطرس ورَّد نفسه، ألا يفعل هذا معنا؟

ديفيد ريد
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net