الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الجمعة 19 سبتمبر 2014 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
عمل الإيمان
نَشْكُرُ اللهَ كُلَّ حِينٍ مِنْ جِهَةِ جَمِيعِكُمْ ... مُتَذَكِّرِينَ بِلاَ انْقِطَاعٍ عَمَلَ إِيمَانِكُمْ ( 1تسالونيكي 1: 2 ، 3)
إن أول عمل للإيمان هو الطاعة لله عندما يتكلَّم، والثقة الكاملة فيه وفي كل مواعيده. فإبراهيم عندما دُعِيَ أطاع وخرج، وعندما طُلِبَ منه أن يُقدِّم إسحاق، أطاع وفعل. وكان هذا عمل الإيمان.

ونحن نعلم أن الله يُكلِّمنا في الكتاب المقدس، وكل جزء يفرض الالتزام بطاعته، والخضوع له، وبهذا يُثمر الإيمان، ويعمل بحسب فكر الله «هوذا الاستماع (الطاعة) أفضل من الذبيحة، والإصغاء (الخضوع) أفضل من شحم الكِباش» ( 1صم 15: 22 ).

وما يُظهر الإيمان ويُزكِّيه هو ”عمل الإيمان“. بل إن الإيمان نفسه هو عمل فعندما سأل اليهود: «ماذا نفعل حتى نعمل أعمال الله؟» أجاب يسوع وقال لهم: هذا هو عمل الله: أن تُؤمنوا بالذي هو أرسله» ( يو 6: 28 ، 29). إذًا عمل الإيمان يجب أن ينبع من الإيمان نفسه، وهو ليس مجهودًا يُعطي لصاحبه استحقاقًا أو يجعله يفتخر. والواقع أن الإيمان هو العمل الوحيد الذي يقوم به الإنسان، ولا يسلب المسيح مجده، أو يُضيف شيئًا إلى عمل المسيح في الخلاص.

كما أن عمل الإيمان يتضمن حياة الإيمان التي تلي الولادة الجديدة؛ إنه فيضان القلب الذي تطهَّر بدم المسيح. والرب يُفتش في ”عمل الإيمان“ عن الينابيع الداخلية. لقد كان عند ملاك كنيسة أفسس العمل والتعب والصبر، لكن لم يكن النبع فائضًا، لذلك صار العمل ناقصًا، فقال له الرب: «عندي عليكَ ... فاذكر من أين سقطت وتُب» ( رؤ 2: 4 ، 5).

وعمل الإيمان ليس هو المظاهر الحسنة، ولا هو مجازفة مدفوعة بالغرور بدون حكمة، ولا هو استحسان يروق للطبيعة البشرية، بل هو عمل يسمو فوق العقل والمنطِق. فعندما ترك موسى أرض مصر، وعندما قَبِلت راحاب الجاسوسين، وعندما وضعت الشونمية الميت على سرير رجل الله وذهبت إلى أليشع، كان كل هذا ”عمل الإيمان“.

وعمل الإيمان يستمد قوته مِن الشركة مع الله أبينا، وهو ثمرة التحقق واليقين مِن نوال الحياة الأبدية في المسيح يسوع. ونحن في يقينية هذه الحياة وقوتها المتدفقة، نعمل أعمال الإيمان التي تُمجد الله، ويكون عملنا شهادة للمسيح الذي قبلناه بالإيمان في قلوبنا، ويحمل عملنا طابع النعمة والحق. بالإيمان سار أخنوخ مع الله، وهابيل قدَّم ذبيحة بالإيمان، ونوح بنى فلكًا بالإيمان. والجميع أرضوا الله بالإيمان.

رمزي فؤاد
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net