الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق السبت 20 سبتمبر 2014 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
فرح لا يُنطَق به
وَإِنْ كُنْتُمْ لاَ تَرَوْنَهُ الآنَ لَكِنْ تُؤْمِنُونَ بِهِ، فَتَبْتَهِجُونَ بِفَرَحٍ لاَ يُنْطَقُ بِهِ وَمَجِيدٍ ( 1بطرس 1: 8 )
كم هي لذيذة هذه الكلمات التي قالها صياد الجليل! إن الذين كتب إليهم بطرس لم يكونوا قد رأوا المسيح قط - مثلنا تمامًا – لكنهم كانوا ”يؤمنون به فيبتهجون بفرح لا يُنطق به“. وهذا يجب أن يكون اختبار كل مؤمن أيضًا. وهو اختبار ينشئه سُكنى الروح القدس.

في الأرض أفراح كثيرة، لكن ولا واحد منها يُشبع النفس أو يدوم. يفرح بعض المسيحيين فيما قاموا به من أعمال، وفيما اختبروه من اختبارات، وفي إحساساتهم وعواطفهم وخدماتهم ومعارفهم الروحية. لكن هذه الأفراح - ولو أنها أفراح روحية – ليست مُشبِعة كل الشبع، وليست دائمة، بل هي متقطعة. مكتوب: «لأن فرح الرب هو قوتكم» ( نح 8: 10 ). فالفرح الوحيد الذي لا يُنْطَقُ بِهِ، ولا يُعبَّر عنه، ودائم ومتزايد على الدوام، هو فرح الرب والابتهاج فيه.

لكن كثيرون من المؤمنين يُقرِّرون أنهم لا يعرفون من هذا الفرح إلا القليل. إنهم لا يتمتعون بهذه البهجة يومًا بعد يوم، بل غالبًا ما يكتئبون وتُثقَّل قلوبهم، ويتذمرون ويشكون. فكيف إذن يحصلون على هذا الفرح؟ إن ذلك الفرح هو نتيجة مشغولية القلب بالمسيح؛ بشخصه وبمجده، وبالثقة فيه ثقة كاملة. إنه نتيجة الثبات فيه وهو فينا. فبدلاً مِن أن نلتفت إلى الظروف، يجب أن نتعلَّم الالتفات إليه هو، وأن نجعله أمامنا كل حين. هذا ما يرفعنا فوق الظروف الأرضية كلها بأحزانها ومتاعبها.

يجب أن يكون مطمَح القلب هو أن نعيش للرب. يجب أن تكون أسعد أوقاتنا هي التي فيها نطلب وجهه، ونكون في شركة معه في الروح، في السجود والصلاة. إن مشغولية كهذه ستقودنا حتمًا إلى إدانة الذات، وإلى الخضوع والتواضع الحقيقي الممدوح من الرب.

أيضًا معرفة المسيح التي تُعطينا ذلك الفرح الذي لا يُنْطَقُ بِهِ تعتمد كثيرًا على استخدام كلمة الله باستمرار. ففي الكتاب المقدس يُستعلَن رب المجد، كما يُستعلَن أيضًا مجد الرب. وإذ يخدم بيننا الروح القدس بواسطة هذه الكلمة، يجعل قلوبنا تتحقق شخص الرب يسوع المسيح بصور أوضح، حتى نرى فيه الشخص الوحيد الذي كله مشتهيات. وعندما نُدرك مع جميع القديسين ما هو العرض والطول والعمق والعلو، ونعرف محبة المسيح الفائقة المعرفة، حينئذٍ نمتلئ بفرح مقدس؛ «فرح لا يُنطَق به ومجيد».

أنتَ يا كنز الغِنى نبعُ أفراحِ القلوبْ
والعطايا والعزا أنت يا نعمَ النصيبْ

وليم بنز
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net