الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الاثنين 22 سبتمبر 2014 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
خمس خطوات للخدمة
ثُمَّ سَمِعْتُ صَوْتَ السَّيِّد قَائِلاً: مَنْ أُرْسِلُ؟ ومَنْ يَذْهَبُ مِنْ أَجْلِنَا؟ فَقُلْتُ: هأَنَذَا أْرْسِلْنِي ( إشعياء 6: 8 )
رأى إشعياء السيد، ومن ثم تلقَّى الدعوة لأداء خدمة خاصة فأطاع تلك الدعوة الإلهية. ولنلاحظ الخطوات الخمس التي بلغت أوج سمُّوها في إجابة النبي: «هأنذا أرسلني» ذلك الاختبار القلبي الذي يجب أن يعرفه كل الذين يرغبون في خدمة الرب في ملء القوة والبركة.

أولاً: إن قداسة الله يجب أن تُرى وتُميَّز. عند رؤية إشعياء السيد، وسماع النُطق بالدعوة، لا بد أن ركبتيه ارتعشتا وقوته خانته، ولو لم يُقِمه الله لسقط على وجهه كما فعل حزقيال في اختبار مُماثل ( حز 1: 28 ). إن إلهنا إله القداسة ومحضره مقدس. «مَن مثلك بين الآلهة يا رب. مَن مثلك مُعتزًا في القداسة مَخوفًا بالتسابيح صانعًا عجائب» ( خر 15: 11 ).

ثانيًا: إن الله يجب أن يُرى في الرب يسوع المسيح. إن الحقيقة أن الابن هو الذي رآه إشعياء «جالسًا على كرسي عالٍ ومرتفع» يؤكدها لنا إنجيل يوحنا حيث يسجل «قال إشعياء هذا حين رأى مجده وتكلَّم عنه» ( يوحنا 12: 41 ).

ثالثًا: مَن يريد أن يخدم الله، يجب أن يرى نفسه في نور القداسة الإلهية. صرخ إشعياء: «ويلٌ لي» وذلك حينما رأى مجد الرب، «إني هلكت لأني إنسان نجس الشفتين، وأنا ساكن بين شعب نجس الشفتين، لأن عينيَّ قد رأتا الملك رب الجنود» - قد يكون الإنسان في صورة أدبية مقبولة وبارًا في نظر أقرانه، ولكن في رؤيته الله يعرف حقيقة نفسه. إن كل الثقة بالذات وكل البر الذاتي والكبرياء، وكل الرضا عن الذات تتحطم وتتحول إلى تراب في نور قدرة ومجد قداسة الرب.

رابعًا: مَن يريد أن يخدم الله يجب أن يقبل ويمتلك ما أعدَّه من غفران. بعد أن أخذ إشعياء مركزه أمام الله، طار إليه واحد من السرافيم وبيده جمرة قد أخذها بملقط من على المذبح، ومسَّ بها فمه. هذه الجمرة تتكلم عن دينونة الله للخطية وعن قوة دم ربنا يسوع المُطهِّرة ( لاويين 1: 3 ؛ 6: 8- 13).

خامسًا: هناك دعوة الله ثم إجابة الخادم. «ثم سمعت صوت السيد قائلاً: مَن أُرسل ومَن يذهب من أجلنا؟ فقلت هأنذا أرسلني». عندما يرى الإنسان قداسة الله ويقترب إليه في المسيح، حينئذٍ يكون مستعدًا لأن يسمع ويَعي الدعوة الإلهية، وأن يقدم نفسه ليتمم بأمانة الأمر الإلهي.

إن الخطوة الأخيرة لا تتُخذ إن لم تبدأ بالخطوة الأولى، وكل خطوة تالية تتوقف على سابقتها. ليتنا نكون في المكان الذي عيَّنه الله لنا.

كاتب غير معروف
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net