الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الخميس 25 سبتمبر 2014 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
دانيآل والاهتمام بالآخرين
دَخَلَ دَانِيآلُ إِلَى أَرْيُوخَ الَّذِي عَيَّنَهُ الْمَلِكُ لإبَادَةِ حُكَمَاءِ بَابِلَ، ..وَقَالَ لَهُ هَكَذَا: لاَ تُبِدْ حُكَمَاءَ بَابِلَ ( دانيال 2: 24 )
لم يكن دانيآل من المتقوقعين على أنفسهم، بل كان مهتمًا بالآخرين. ففي أزمة طلب نبوخذنصَّر من الحكماء أن يُعلِموه بالحلم وتفسيره، إذ حكم عليهم بالموت، ذهب دانيآل «وأَعلمَ حننيا وميشائيل وعزَريا أصحابه بالأمر، ليطلبوا المراحم من قِبَل إله السماوات من جهة هذا السر، لكي لا يهلك دانيآل وأصحابه مع سائر حكماء بابل» ( دا 2: 17 ، 18). لقد اهتموا حتى بالمنافسين. وأستبعد أن جميعهم كانوا يبادلونهم المشاعر النبيلة. وعندما كُشف له السر، دخل إلى ”أريوخ رئيس شُرَط الملك“ قائلاً: «لا تُبِد حُكماء بابل» (ع24)، وليس ”لا تُبِدْني“ أو ”لاَ تُبِدْنا (أنا ورفقائي الثلاثة)“؛ فقد كان يُهمُّه خير الآخرين، وإن اختلفوا معه في الأمر، أو في منهج الحياة، أو حتى في الدين. بل حتى في ترقيته طلب من أجل زملائه ( دا 2: 49 ).

إن العالم البعيد عن الله يتميَّز بالانكفاء على الذات؛ أي أن كل واحد يهتم بما لنفسه، ولأسرته، أو على أكثر تقدير بما للمجموعة التي ينتمي إليها؛ أما مَن يعتبره ”الآخر“ فلا يجد مكانًا في حسبانه. أما كلمة الله، وهي الأبقى والألزم، فتُعلِّمنا العكس. ففي حياة المسيح في مُجمَلها، والتي تُرينا الإنسان بالنموذج الذي يُريده الله؛ نرى إنسانًا «لم يُرضِ نفسَهُ» ( رو 15: 2 )؛ لم يَعِش للحظة من أجل ذاته. وفي التحريض الصريح للمؤمنين في رومية، يقول الرسول بصَدد ذوي الضمائر الضعيفة، والذين لهم أفكار وقناعات مختلفة طبقًا للنور الذي عندهم: «فليُرضِ كُل واحدٍ منا قريبَهُ للخير، لأجل البُنيان»، بل وأكثر من ذلك «فإذًا حسبما لنا فرصة فلنعمل الخير للجميع، ولا سيما لأهل الإيمان»، وأيضًا «لا يطلب أحدٌ ما هو لنفسهِ، بل كل واحدٍ ما هو للآخر» ( رو 15: 2 ؛ غل6: 10؛ 1كو10: 24). وحري بنا الاستماع لمثل هذا التحريض. وبالطبع نحتاج إلى الحكمة النازلة من فوق، وليس الحكمة الأرضية، ونحتاج إلى قيادة الروح القدس لكي نتصرف التصرف الصحيح، في الوقت الصحيح.

صدقني يا صديقي، إن اهتمامنا بذواتنا هو عِلة كل تقصيراتنا وأخطائنا، وسبب كل أمراضنا الروحية التي تعبنا منها؛ فهل تُقنا لحياة مثل المسيح الذي أحب مَن أبغضوه، وغفر لمَن صلبوه؟! «إن لم تَقع حبة الحنطة في الأرض وتَمُت فهي تبقى وحدها. ولكن إن ماتت تأتي بثمرٍ كثير» ( يو 12: 24 ).

هل فيكَ يَرونَ يسوعْ هل فيكَ يَرونَ يسوعْ
إلهجْ بهِ دومًا كن عبدًا يطوعْ حتى يَروا فيكَ يسوعْ

عصام خليل
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net