الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الجمعة 26 سبتمبر 2014 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
شفاء في السبت!
ثُمَّ دَخَلَ أَيْضًا إِلَى الْمَجْمَعِ، وَكَانَ هُنَاكَ رَجُلٌ يَدُهُ يَابِسَةٌ. فَصَارُوا يُرَاقِبُونَهُ: هَلْ يَشْفِيهِ فِي السَّبْتِ؟ ( مرقس 3: 1 ، 2)
في مجمع كفرناحوم نرى خادم الله الكامل – رب المجد – موجودًا وله كل القوة لكي يُبارك، وقلبه مملوء بالنعمة والمحبة ليستخدم قوته وسلطانه لصالح المحتاجين، وهناك أيضًا كان الإنسان في احتياجه العميق وعجزه عن أن يساعد نفسه لأن يده يابسة.

كما كان هناك رجل الدين الذي لا يشعر بحاجته، ولا يُقدِّر مجد الرب، ولا يبالي باحتياجات الآخرين. وعن أولئك الفريسيين نقرأ «فصاروا يراقبونه»، لا لكي يتعلَّموا من طرقه ومن محبة قلبه ونعمته، ولكن أملاً في أن يمسكوا عليه أنه صنع الخير ”في يوم السبت“، وشفى الرجل المسكين المحتاج الذي كان موجودًا هناك، وتكون هذه فرصة لأن يتَّهموا الرب بكسر يوم السبت. ويا لها من شهادة لكمال المسيح إذ لم يتوقع أعداؤه أن يصدر منه أي شر، ولذلك تربَّصوا له منتظرين أن يفعل الخير.

وإذا لم يكن المسيح هو ابن الله وعبد يهوه الكامل، فلماذا توقع اليهود قدرته على شفاء ذلك الرجل؟ لقد شهدوا دون وعي منهم عن قدرته ومحبة قلبه، وعن قساوة قلوبهم في الوقت نفسه.

وقد نحكم بحسب أفكارنا البشرية أنه ما دام الرب كان يعلم ما في قلوبهم بأنهم يقصدون أن يجدوا تُهمة ضده، كان عليه أن يمتنع عن شفاء الرجل علانيةً حتى يفوِّت عليهم الفرصة. ولكن الرب كان هناك لكي يُظهر نعمة الله وقوته، ولذلك عمل بأكثر علانية. فقال للرجل: «قُمْ في الوسط!» لكي يظهر أمام الجميع. ولقد أعطى لهم الرب، بسؤاله، فرصة لكي يُبيِّنوا وجهة نظرهم بخصوص الشفاء في يوم السبت (ع4). ولكننا نقرأ أنهم «سَكتوا» - هذا السكوت لم يكن مثل ذلك الذي تميَّز به الرب عندما كان – بكل نعمة وتواضع – يواجه إهانات الآخرين بالصمت من جانبه، ولكنه كان مجرد مناورة منهم ظهرت بها بُغضة قلوبهم. ولقد نظر الرب إليهم بغضب مقدس، ولكن خلف هذا الغضب كان هناك حزن شديد في قلبه لقساوة قلوبهم التي ظهرت في عدم المُبالاة لحاجة الإنسان المسكين. فمع عجزهم التام لأن يسدِّدوا تلك الحاجة، قاوموا بمرارة ذلك الشخص الوحيد الذي عنده المقدرة والمحبة لأن يبارك ولأن يسدد كل احتياج، وكانت النتيجة أن الذين ساءهم أن الرب يفعل الخير في يوم السبت، كانوا مستعدين تمامًا لأن يفعلوا الشر. لقد راقبوه لكي يجدوا تُهمة عليه، ثم تشاوروا عليه لكي يُهلكوه.

هاملتون سميث
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net