الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الثلاثاء 13 يناير 2015 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
اضطهاد وعناء ومعونة من العَلاء
فَلَمَّا سَمِعُوا هَذَا حَنِقُوا بِقُلُوبِهِمْ وَصَرُّوا بِأَسْنَانِهِمْ عَلَيْهِ. وَأَمَّا هُوَ فَشَخَصَ إِلَى السَّمَاءِ ( أعمال 7: 54 ، 55)
ذات يوم صاحَ شخص غير مؤمن – في استهزاء – لخادم الرب الذي كان يُقدِّم رسالة عن محبة الرب وعنايته بِقديسيه: ”لماذا لم يفعل الرب شيئًا لاستفانوس عندما كانوا يرجمونه؟“ فأجاب خادم الرب بسرعة وبهدوء: ”بالتأكيد فعل! لقد أعطاه القوة ليحتمل الظرف العصيب في سلامٍ كامل، وأعطاه النعمة التي بها يغفر لقاتليه، ويُصلي لأجلهم“. ويا لها من إجابة رائعة!

ونحن أيضًا تُحيط بنا الآن أخطار كثيرة، وتمر بنا أوقات مُظلمة، ومِنْ حولنا رياح الإرهاب الدموي، وأشد صور العدَاء الديني. والاضطهادات والصعوبات تزمجر بغضب في كل مكان. والشيطان – عدونا الروحي – يزداد ضراوة ضدنا يومًا بعد يوم. فماذا نعمل؟! دعونا نتأمل في المشهد الأخير من حياة استفانوس، الذي حُكِم عليه بالموت رجمًا بالحجارة، لنتمثل به في مواجهة آلام الإرهاب والاضطهادات والعناء، ولنتمتع بمعونات السماء:

كان كل مَن هم حوله ناظرين إلى أسفل لالتقاط حجارة لرجمه، ولكن استفانوس لكونه مَمْلُوًّا مِنَ الرُّوحِ القدس، فقد «شخَصَ إلى السماء» (ع55)؛ ”شخَصَ“ أي ”أمعن النظر“. لم تكن نظرة عابرة، لكنَّه ”نظر وثبَّت عينيه“.

وبينما نراه مُحاطًا بأشد الظروف هولاً، وأقوى الأعداء بأسًا، ونشاهدهم ينقَّضون عليه والموت ينشب أظفاره فيه، نراه رغمًا عن كل هذه المؤثرات، لم تَخُر عزيمته، بل كان مُنشغلاً ومُنحصرًا في الأمور السماوية، فقد شخَصَ إلى السماء، ورأى يسوع.

ولم ينشغل استفانوس بالأعداء من حوله، ولا بآلامه ومتاعبه على الأرض، وهو ما يجب أن يفعله كل مؤمن حقيقي، ليس فقط في مواجهة ظروف الاضطهاد والإرهاب، بل أيضًا في كل وقت. علينا أن تسمو أفكارنا وتتعلَّق بما فوق، وتتركز على المسيح، وأن نسعى في كل شيء أن يتحقق ما تهتم به السماء، وذلك لأنَّ «سيرتنا نحنُ هي في السماوات» ( في 3: 20 ). والإيمان يغض الطرف عن العالم المنظور لأجل غير المنظور، ويتطلَّع إلى وطننا السماوي. وكل المؤمنين - مثل إبراهيم - يستطيعون أن يقولوا بالروح القدس، لا بالعين المُجرَّدة، ها نحن نرى «المدينة التي لها الأساسات، التي صانعُها وبارئُها الله .. وطنًا أفضل، أي سماويًا» ( عب 11: 10 ، 16؛ 13: 14).

فايز فؤاد
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net