الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق السبت 24 يناير 2015 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
ترنيمة الخلاص
حِينَئِذٍ رَنَّمَ مُوسَى وَبَنُو إِسْرَائِيلَ ... الرَّبُّ قُوَّتِي وَنَشِيدِي، وَقَدْ صَارَ خَلاَصِي ( خروج 15: 1 ، 2)
هذه أول ترنيمة ترنَّم بها الإنسان. لا نقرأ أن الإنسان رنَّم في سفر التكوين، ولا في الأصحاحات الأولى من سفر الخروج، في وقت الذُّل والعبودية، لكنه رنَّم بعد أن تمتع بالفداء الكامل، وَعَبَرَ عنه المُهلِك، وانفصل عن العالم (مصر)، وتحرَّر من قبضة الشيطان (فرعون)، «حينئذٍ رنَّم موسى وبنو إسرائيل». وفي هذه الترنيمة رنَّم موسى والشعب عن الرب نفسه، لا عن بركاتهم وما حصلوا عليه وامتلكوه. وفي الترنيمة نجد ثلاث حقائق عن الرب:

أولاً: «الربُّ قوتي»: ونحن يُمكننا أن نرى قوة الرب في أمرين: الأول في الشدائد، حيث الاحتياج إلى الصبر والاحتمال «الله لنا ملجأٌ وقوةٌ. عونًا في الضيقاتِ وُجِدَ شديدًا» ( مز 46: 1 ). أما الأمر الثاني فالرب قوتنا في العمل لأجله؛ وقد قال الرب: «لأنكم بدوني لا تقدرون أن تفعلوا شيئًا» ( يو 15: 5 )، وهذا ما أكده الرسول بولس عندما قال: «أستطيع كل شيء في المسيح الذي يقويني» ( في 4: 13 ).

ثانيًا: «الرَّب .. نشيدي»: إن أحلى وأجمل الترنيمات هي التي يكون موضوعها شخص الرب يسوع «قوتي وترنُّمي الرب، وقد صارَ لي خلاصًا» ( مز 118: 14 ). والمؤمن يُمكنه أن يترنَّم، ليس فقط في الظروف السهلة، لكن أيضًا وسط الأزمات والأوقات الصعبة، لأن «الله صانعي» هو «مؤتي الأغاني في الليل» ( أي 35: 10 ). ففي السجن «ونحو نصف الليل كان بولس وسيلا يُصلِّيان ويُسبِّحان الله، والمسجونون يسمعونهما» ( أع 16: 25 ). والرب رنَّم وسبَّح في ليلة آلامه على الرغم من عِلمه بأهوال الدينونة التي كان سيواجها ويحتملها «سبَّحوا وخرجوا إلى جبل الزيتون» ( مت 26: 30 )

ثالثًا: «الرب .. خلاصي»: هذا ما يترنَّم به كل مؤمن، في جميع التدابير، لأن «للرب الخلاص» ( مز 3: 8 أع 4: 12 )، «وليس بأحدٍ غيره الخلاص. لأن ليس اسمٌ آخر تحت السماء، قد أُعطيَ بين الناس، به ينبغي أن نَخلُص» ( خر 15: 2 ). وهذا ما ترنَّم به الشعب قديمًا ( رؤ 15: 3 ). وشهداء الضيقة سيترنَّمون أيضًا ”ترنيمة موسى عبد الله وترنيمة الخروف“، التي فيها يعترفون أن الرب خلاصهم، وهو الذي بالفعل خلَّصهم – ليس من فرعون مصر – لكن مِن الوحش الروماني ( إش 12: 2 ). وفي المُلك الألفي سيترنَّم الشعب أيضًا بخلاص الرب، فسيقولون في ذلِك اليوم: «هوذا الله خلاصي فأطمئن ولا أرتعب، لأن ياه يهوه قوتي وترنيمتي وقد صارَ لي خلاصًا. فتستقون مياهًا بفرح من ينابيع الخلاص» (إش12: 2، 3).

رشاد فكري
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net