الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الأربعاء 28 يناير 2015 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
المديونان
كَانَ لِمُدَايِنٍ مَدْيُونَانِ ... وَإِذْ لَمْ يَكُنْ لَهُمَا مَا يُوفِيَانِ سَامَحَهُمَا جَمِيعًا ( لوقا 7: 41 ، 42)
حقًا إنه كان على الواحد خمسمائة دينار بينما كان على الآخر خمسون فقط، ولكن كليهما قد تساويا في عدم المقدرة على الوفاء. فكلاهما كانا مديونين، وكلاهما كانا مُفلِسين، وكلاهما قد سُومحا على مبدأ الرحمة، فالذي كان مَدينًا بالمبلغ الأصغر ليس له ما يفتخر به لأنه كان عاجزًا عن أن يوفي دينه كشريكه بالتمام، ولا فرق بينهما إلا أن الذي سُومح بالأكثر يشعر بممنونية أعظم، ويقدِّم لمُداينه ثناءً أوفر.

والآن أيها القارئ العزيز، أنت تعلم أننا كلُّنا مَديونون لله الذي به نحيا ونتحرَّك ونوجد. إني لا أعلم إن كنتَ غارقًا في بحار الدين من أمدٍ بعيد أم قريب. ولا أعلم إن كنتَ متهاونًا في تصرفاتك أم أكثر تدقيقًا من غيرك. ولا أعلم إن كان جارك القريب من بيتك مديونًا بعشرة أضعاف دينك أم أنت مديون بعشرة أضعاف دينه. وبعبارة أخرى لا أعرف إن كانت حياتك الظاهرة حياة الآداب واللطف أم حياة الشر والانحطاط. ولكن أعلم علم اليقين أنه لا فرق في نظر الله - الذي عيناه أطهر من أن تنظرا إلى الشر - بينك وبين مَن يخاطبك الآن وبين أشرّ الخطاة لأنه قد أعلن صريحًا أنه: «لا فرق إذ الجميع أخطأوا وأعوَزهم مجد الله» ( رو 3: 22 ، 23).

على أنه من الصعب على الإنسان أن يُسلِّم بخرابه وعدم نفعه لأن الناس، حتى في أشغالهم الزمنية، لا يريدون أن يقتنعوا بإفلاسهم، بل يُكابرون ويفتحون حوانيتهم، ويبقون أسماءهم مكتوبة بحروف عريضة على واجهات محلاتهم، مجتهدين أن يُخفوا حقيقة إفلاسهم المُخجلة عن أنفسهم وعن الناس. ولكنك لا تستطيع أيها القارئ العزيز أن تفعل كذلك في الأمور الأبدية، لأن يوم الحساب قريب، إذ كتاب الحق يُخبر صريحًا أن: «كل واحدٍ منا سيعطي عن نفسهِ حسابًا لله» ( رو 14: 12 ). فهل جهزت حسابك؟

إني أتوسَّل إليك، أيها القارئ العزيز، أن تكتشف، بنعمة الله، خرابك وشقاءك كمَدين مُفلِس، وأن تؤمن إيمانًا حقيقيًا بالمسيح الذي «إذ كنا بعد ضعفاء، ماتَ في الوقت المُعيَّن لأجل الفجار» ( رو 5: 6 ). ويا ليتك تُظهر سلطان عمل المسيح على حياتك، فتُبرهن في كل أعمالك أن قلبك قد أصبح أسير محبة المسيح، كما كان الحال مع تلك المرأة المسكينة التي قبَّلت رجليه وغسلتهما بدموعها، وأحبَّته كثيرًا لأنه قد غفر خطاياها الكثيرة (لو 7).

فإلى الفادي الجأوا أيها الخطــاهْ
إنهُ للمؤمـنِ برٌ وحيـــــاهْ

سبرجن
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net