الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الأحد 4 يناير 2015 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
الكلمة صار جسدًا
وَالْكَلِمَةُ صَارَ جَسَدًا وَحَلَّ بَيْنَنَا، وَرَأَيْنَا مَجْدَهُ، مَجْداً كَمَا لِوَحِيدٍ مِنَ الآبِ، مَمْلُوءًا نِعْمَةً وَحَقًّا ( يوحنا 1: 14 )
بتجسُّد الكلمة، ذاك الذي كان عند الله، وكان هو الله، والذي كل شيء به كان، وبغيرهِ لم يكن شيء مما كان ( يو 1:  1- 3)؛ أمكن تحقيق ثلاثة مطاليب مُلحَّة:

أولاً: لقد رأينا الله: يقول الوحي: «والكلمة صارَ جسدًا وحلَّ بيننا، ورأينا مجدَهُ، مجدًا كما لوحيدٍ من الآب، مملُوءًا نعمةً وحقًا ... الله لم يَرَهُ أحدٌ قط. الابن الوحيد الذي هو في حضن الآب هو خبَّر» ( يو 1:  14- 18).

ثانيًا: ولقد شاركنا المسيح في ظروفنا: إن تجسُّد ابن الله واجتيازه وادي الألم، يعني بالنسبة لنا أن الله ليس فقط يعرف ظروفنا من مُطلَق عِلمه كالله الخالق، بل يعرفها لأنه اختبر الحزن والألم نظيرنا. لقد أتى المسيح إلى الأرض التي تنبت الشوك والحَسَك، وشاركنا البشرية، وتجرَّب في كل شيء مثلنا ما خلا الخطية، و«في ما هو قد تألم مُجرَّبًا يقدر أن يُعين المُجرَّبين» ( عب 2:  18).

ثالثًا: ولقد مات المسيح ليفدينا: وهذا هو الغرض الأكثر أهمية في تجسُّد المسيح. فلقد صار جسدًا لكي يموت كفارةً وبديلاً عن البشر. ولاحظ أنه لو كان المسيح مجرَّد إنسان، لاحتاج هو لمَنْ يفديه. بكلمات أخرى ما صلح - تبارك اسمه - في تلك الحالة أن يحل المشكلة، لأنه سيكون هو نفسه جزءًا من المشكلة. لقد كانت أجرة الخطية موت ( رو 6:  23)، ولقد اجتاز الموت إلى جميع الناس ( رو 5:  12)، فهل يمكن للمائت أن يفدي غيره من الموت؟ لكن حمدًا لله، فإن ابن الله القدوس، الذي ليس فيه خطية، أتى لكي يرفع خطايانا ( 1يو 3:  5). «فإذ قد تشارك الأولاد في اللحم والدم، اشترك هو أيضًا كذلك فيهما، لكي يبيد بالموت ذاكَ الذي له سلطان الموت، أي إبليس» ( عب 2:  14).

وعندما نقول إن «الكلمة صارَ جسدًا»، وإن «الله ظهرَ في الجسد»، لا نعني أن الله بالتجسد قد تحوَّل إنسانًا، حاشا. فليس عند الله تغيير ولا ظل دوران. لكن ابن الله قَبِلَ أن يتخذ له جسدًا، دون أن يكف أن يكون ما هو عليه من الأزل وإلى الأبد. والمسيح لم يكن على الأرض مجرَّد إنسان لا أكثر ولا أقل، كلا، فلقد بقيَ في لاهوته كما هو من الأزل وإلى الأبد، لكنه اتخذ بالإضافة إلى ذلك جسدًا به شاركنا في بشريتنا، دون أن يُشاركنا في الطبيعة الساقطة الجانحة إلى العصيان والمطبوعة بطابع الضعف والخطية.

نـرى عَجبًا
أنَّ الكَلِمَـــة صـارَ جسـدًا
هلِّلويـــــــــــــــــا

يوسف رياض
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net