الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الاثنين 5 يناير 2015 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
لا أنا بل المسيح
مَعَ الْمَسِيحِ صُلِبْتُ، فَأَحْيَا لاَ أَنَا، بَلِ الْمَسِيحُ يَحْيَا فِيَّ ( غلاطية 2: 20 )
«مع المسيح صُلبت، فأحيا لا أنا، بل المسيح يحيا فيَّ» .. قالها الرسول بولس وعاشها، فكان جُلّ مقصده هو مرضاة سيده ومجده، وقد برهن عن ذلك بأنه:

1- لم يُعطِ وزنًا لإمكانياته ولا لامتيازاته الشخصية: فبالإضافة لكونه مُثقفًا، وحاصلاً على الجنسية الرومانية، وكانت لديهِ مجموعة من الامتيازات الدينية، والتي تُعَدّ مدعَاة للفخر بالنسبة لأي يهودي في جيله ( في 3: 5 ، 6). لكنه لم يفتخر لا بنسبه ولا بعِلمه ولا بجنسيته، ولا حتى ببرّه أو غيرَته.

2- لم يسعَ من أجل صيت في الأوساط الروحية: ما أندر هذه النوعية! خصوصًا إن كان موهوبًا بمواهب متعددة ومُتميزة. لم يسعَ أن يزيد، بل دائمًا كان مستعدًا أن ينقص هو لكي يزيد سيده. لقد عاش هذا الخادم الأمين بالتمام لمجد سَيِّده في وقت كان الجميع يطلبون ما هو لأنفسهم لا ما هو ليسوع المسيح.

3- أعطى عمل الرب أولوية عن راحته الجسدية: تعلَّم أن ينقص وتعلَّم أن يستفضل. إن أعطاه الرب خيرًا، شكره. وإن أعوزه شيء، اكتفى بما عنده. لكنه أدرك معنى أن يُهلِك نفسه من أجل الرب بطيب خاطر. لقد حَسِبَ تعبه وكدّه امتيازًا، وإنفاق صحته من أجل سَيِّده ليس إتلافًا.

4- لم يتعطل سعيه بسبب آلامه الشخصية: كانت له آلامه الخاصة، فقد أُعطيَ شوكة في الجسد، لكن باستناده على نعمة الرب، وطاعته لمشيئته الصالحة، صارت الشوكة سبب بركة له إذ يقول: «فبكل سرور أفتخر بالحري في ضعفاتي، لكي تحلّ عليَّ قوة المسيح» ( 2كو 12: 9 ). لقد جعلته الشوكة يستند على الرب، وحفظته متضعًا، لئلا يرتفع بفرط الإعلانات.

5 – كان مستعدًا أن يضع حياته من أجل الرب طواعية: إن الاستعداد لبذل النفس هو أعمق درجات إنكار الذات. وأثمن عطاء يمكن أن يقدِّمه إنسان هو أن يُقدِّم نفسه. يقول بولس: «لست أحتسب لشيء، ولا نفسي ثمينة عندي، حتى أُتمم بفرح سعيي والخدمة التي أخذتها من الرب يسوع» ( أع 20: 24 ).

إن نلقي مِن أجلِك التبر على الترابْ
وحِمْلُ نيرك تهون معَهُ الصعاب

أيمن يوسف
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net