الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الأربعاء 7 يناير 2015 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
أين هو المولود؟!
لأَنَّ ابْنَ الإِنْسَانِ قَدْ جَاءَ لِكَيْ يَطْلُبَ وَيُخَلِّصَ مَا قَدْ هَلَكَ ( لوقا 19: 10 )
وسط جو صاخب من الأضواء الملوَّنة، والموسيقى الراقصة، ومظاهر الاحتفالات من الزينات والتحيات؛ كانت امرأتان مرتديتان لِبَاسًا أنيقًا فاخرًا، تتناولان عشاءهما في مطعم فاخر جدًا، مع جمع كبير من الرجال والنساء.

شاهدتهما إحدى الصديقات، فتوجهت إليهما لتسلَّم عليهما، وسألتهما: ما المناسبة الخاصَّة التي بسببها أُقيم هذا الاحتفال؟

فقالت إحداهما: إننا نُقيم حفل ميلاد لطفلٍ في أسرتنا، فقد أكمل السنتين اليوم.

فتلفَّتت الصديقة حولها، ثم سألت: ولكن أين الطفل؟!

فأجابت أُمُّهُ: لقد تركتُهُ في بيت والدتي، لتعتني به ريثما تنتهي الحفلة، فلو أحضرناه معنا ما أمكننا أن نفرح ونمرح، ونلهو ونرقص!

أمرٌ مضحك! أَ ليس كذلك؟ احتفالٌ بذكرى ولادة طفلٍ لا يُرحَّب به فيه!

ولكن إذا توقفنا للتفكير فيه، لا نجده أكثر غباوةً من الانشغال بعيد الميلاد المجيد، بكل ما فيه من احتفالات، بغير تذكُّر الشخص المجيد الذي يُفتَرض أننا نحتفي بولادته! وعلى هذا النحو يحتفل كثيرون بعيد الميلاد! إنهم يزيَّنون بيوتهم، ويذهبون للتسوُّق من المتاجر والمحال، ويحضرون حفلات صاخبة مَرِحة، ويتبادلون الهدايا والتحيَّات مع مَنْ يحبون. وفي خِضَم الانهماكات كلها، من حضور الحفلات وشراء الهدايا والاجتماعات العائلية، يكاد يُنسى كُليًا ذاك المجيد الفريد الذي نُحيي ذكرى ولادته!!

وكثيرون هم الذين لا يعرفون ولا يبالون بمعنى هذا العيد، فيذهبون إلي أماكن العبادة، ويرنمون ترانيم العيد، ويحتفلون بمباهجه على وجه طقسي على سبيل العادة فقط، ولكنهم لا يتكبَّدون مشقة سؤال أنفسهم: ”مَن هو يسوع المسيح؟ ولماذا أتى إلى عالمنا هذا؟“. فلا يفكِّرون في مسؤوليتهم تجاه الإيمان به، وقبوله مُخلِّصًا شخصيًا لحياتهم!!

بل ألا نجد النوادي والملاهي تُفتح على مصاريعها، حيث يحتشد الناس يَصيحون ويلهون، ويغنون ويرقصون، وبعضهم يسكَرون؟! ويا لها من طريقة غريبة للاحتفال بميلاد أكمل وأعظم وأقدس شخص عاش على هذه الأرض!!

يا صديقي العزيز: إن أفضل طريقة يُكرَم بها وليد العذراء هو أن تَقبَلَه الآن مُخلِّصًا لك بعدما مات لأجلك، عندئذٍ تختبر مغزى مجيء المسيح طفلاً إلى هذا العالم.

فايز فؤاد
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net