الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الجمعة 2 أكتوبر 2015 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
الله يهتم بخاصته كأصدقاء
فَقَالَ لَهُ الرَّبُّ في رُؤْيَا: يَا حَنَانِيَّا! فَقَالَ: هأَنَذَا يَا رَبُّ. فَقَالَ لَهُ الرَّبُّ: قُمْ وَاذْهَبْ إلَى .. بَيْتِ يَهُوذَاأعمال 9: 10، 11)
لماذا طلب الله من حنانيا أن يذهب إلى بيت يهوذا؟ يقول الرب: «اطلب في بيت يهوذا رجلاً طرسوسيًا اسمه شاول. لأنه هوذا يصلي» ( أع 9: 10 - 16).

أريد أن أوجِّه النظر إلى الحرية الكاملة والألفة التي بها يتكلَّم حنانيا مع الرب - مع الاحترام والخشوع طبعًا، وإلى نفس الطريقة التي بها يتكلَّم الرب مع حنانيا. فعندما يدعو الرب حنانيا يجيب على الفور «هأنذا». ونرى الرب الذي يعامل خاصته كأحبائه يتكلَّم مع حنانيا بقلبٍ مفتوح ويُريه - لا الطريق فقط، ولا البيت الذي يوجد فيه شاول، بل العلامة التي بها يستدِّل عليه وهي أنه «يصلي»، وأنه أيضًا رأى حنانيا في رؤيا آتيًا ليضع يده عليه لكي يسترِّد بصره - كما يقول الصديق لصديقه كل ما بقلبه.

ونرى في إجابة حنانيا ثقته التامة في صلاح الرب، فيقول له إنه قد سمع أن هذا الرجل قد جاء لكي يوثق جميع الذين يدعون باسم الرب. والرب لا يوبخه على هذا الكلام مع أنه كان يجب عليه طبعًا أن يذهب ويفعل ما أمره به الرب دون مُعارضة، ولكن الرب يتنازل فيوضح له الأمر ويُخبره بمقاصده من نحو شاول، وأنه له إناء مُختار ليحمل اسمه، وأنه سيُريه كم ينبغي أن يتألم من أجل اسمه. فالرب يفتح قلبه لحنانيا كما إلى صديق يعامله بمنتهى الثقة، ويتكلَّم معه بدون كُلفة.

ومن المهم أن نتذكَّر أن الرب يسوع يحمل طابعه الإنساني دائمًا - فاهتمامه بنا كإنسان وعدم استحائه بأن يدعونا إخوة عظيم القيمة بدرجة لا تُقدَّر. فهو يستطيع أن يشعر معنا، ويشترك في ظروفنا وتجاربنا وصعوباتنا، وهو يحبنا كما أحبه الآب كإنسان وابن على الأرض. ومحبته لنا لها كمال إلهي ومع ذلك فهو يشعر كإنسان قد جُرِّب في كل شيء مثلنا بلا خطية. فهو يفكِّر فينا كمَن قد اجتاز في كل هذه الأشياء بمحبة إلهية ورثاء إنساني. إنه ليس فقط يعرف كل شيء كالله، بل قد صار له أيضًا اختبار إنسان. يا له من حق ثمين، ونعمة لا يُسبَر غورها!

ما أغزر محبة مخلِّصنا! وكم ينعطف قلبه بالحب إلينا ونحن في جهاد الإيمان! إنه يشعر بكل شيء وهو حاضر لمعونتنا. تبارك اسمه إلى الأبد! قد لا يُظهر ذاته لنا في رؤى، ولكن قلبه من نحونا ليس أقل حرارة مما كان من نحو حنانيا، وحكمته ورغبته في معونتنا لم تنقص، وذراعه لم تَقصُر. فيجب أن تكون ثقة قلوبنا به كما كانت ثقة حنانيا، فنُخبره بكل شيء، ولا شك أن أُذنيه مفتوحتان للإصغاء إلينا.

داربي
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net