الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الثلاثاء 20 أكتوبر 2015 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
لا تهتموا
لاَ تَهْتَمُّوا لِحَيَاتِكُمْ بِمَا تَأْكُلُونَ وَبِمَا تَشْرَبُونَ، وَلاَ لأَجْسَادِكُمْ بِمَا تَلْبَسُونَ ( متى 6: 25 )
في متى 6: 25- 34 يوصينا الرب يسوع ألاَّ نهتم، ويُقدِّم لنا ثلاثة أسباب لذلك:

(1) الهَّم يتعارض مع كل الدروس التي نتعلَّمها من الطبيعة. فمعاملات الله مع خلائقه تؤكد لنا أنه لا داعي ولا فائدة من الهَّم. وهو يتدرَّج معنا من الأمور العظمى إلى الأمور الصغرى: «أ ليست الحياة أفضل من الطعام، والجسد أفضل من اللباس؟». فإن مَن يُقدِّم الجوهرة؛ أي الروح، لا يمكن أن ينسى العلبة التي ستُوضع فيها؛ أي الجسد.

كما أن معاملات إلهنا مع الخلائق تدعونا ألاَّ نهتم. وهي تندرج من الأمور الأقل أهمية إلى تلك الأكثر أهمية؛ من المخلوقات البسيطة إلى تاج الخلائق، وهو الإنسان: «انظروا إلى طيور السماء ... أبوكم السماوي يقوتها. أ لستم أنتم بالحري أفضل منها؟».

ويجتاز بنا الرب من العصفور الفَرِح، إلى الزنبقة الوادعة. فالعصافير تُعطينا درسًا عن سداد الله لأعوازنا من الطعام، والزنابق تُقدِّم لنا درسًا عن اعتناء الله باحتياجاتنا من اللباس «تأملوا زنابق الحقل كيف تنمو! ولا سليمان في كل مجدهِ كان يلبس كواحدة منها».

ولا يعني ذلك أن العصافير والطيور تقضي أوقاتها بلا عمل، فهي تطير من مكانٍ إلى مكان طوال النهار، تجمع الطعام. كما أن الزنابق لا تخلِد للراحة والكسل طوال حياتها، فهي كل الوقت تدفع بجذورها داخل التربة لكي تمتص منها ما تُحوِّله إلى الألبسة الجميلة التي ترتديها. فكل ما تفعله الطيور والنباتات يتم في هدوء وسلام يتفق مع خطة الله وقصده. وما تفعله هذه الخلائق بغير أن تدري، علينا نحن أن نفعله بوعي وإرادة كاملين. فلنعمل باستمرار، ولنعمل في هدوء وسلام.

(2) والهَّم يتعارض مع كل الدروس التي نتعلَّمها من كلمة الله. إن الأمم، الذين لا يعرفون الله، هم الذين يهتمون بالطعام واللباس. أما التلاميذ، الذين يعرفون سَيِّدهم ويؤمنون به، فيجب عليهم أن يتذكَّروا أن أباهم السماوي يعلم أنهم يحتاجون إلى هذه كلها، ولذلك فينبغي عليهم أن يطلبوا ملكوت الله وبرُّه، وهذه كلها تُزَاد لهم.

(3) والهَّم أيضًا يتعارض مع خطة العناية الإلهية بأكملها، لذا فهو عديم القيمة. فالهَّم لا يُخلِّص الغد من متاعبه وأحزانه، لكنه يُفقِد اليوم قوته. وهكذا فإنه بتكرار عبارة «لا تهتموا» ثلاث مرات (ع25، 31، 34)، نجد أن الطبيعة والنعمة والعناية الإلهية تتحد معًا في تثبيت هذا الدرس الهام في نفوسنا.

هنري دربانفيل
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net