الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الأربعاء 28 أكتوبر 2015 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
ماذا أعمل لأرِث الحياة الأبدية؟
أَيُّهَا الْمُعَلِّمُ الصَّالِحُ، مَاذَا أَعْمَلُ لأَرِثَ الْحَيَاةَ الأَبَدِيَّةَ؟ ( لوقا 18: 18 )
إن هذا السؤال المطروح هنا هو عن عمل شيء للحصول على الحياة الأبدية، ولكن ليس عن الرغبة الجديَّة في طلب الخلاص مِن شخص يشعر أنه هالك. وجواب سيدنا يكشف أعماق الشاب الذي ألقى السؤال. فالشاب كإنسان كان على خُلق حسن، ولكنه لم يرَ الله في المسيح. لا شك أنه كان مُنقادًا بجاذبية المسيح، فجاء ليتعلَّم أن يعمل الصلاح غير مُرتاب في مقدرته على عمله. لم يرَ في الرب يسوع إلا إنسانًا كامل الصلاح يستطيع أن ينصحه ويُرشده إلى نفس الطريق، ونتيجة لذلك تجاهل الخطية من ناحية والنعمة من الناحية الأخرى، فلم يعرف نفسه ولم يعرف الله. لأن الحقيقة أنه لا يوجد إنسان صالح، فالجميع زاغوا وفسدوا، ولذلك كان الإنسان في مركز العاجز عن عمل الصلاح الذي يُرضي الله لأنه خاطئ ويحتاج إلى إحسان الله وصلاحه.

والرب تمشى مع ادعاء الرئيس الشاب أنه يستطيع أن يفعل الصالح، وغرضه أن يقوده لمعرفة حقيقة عجزه، فوضعه تحت الاختبار: «يُعوِزك أيضًا شيءٌ: بِعْ كل ما لكَ ووزِّع على الفقراء ... وتعالَ اتبعني». ولكن هل يترك ذلك الشاب مركزه العالمي؟ كلا. فقد أحبَّ ثروته وغناه. لقد حزن لأنه كان غنيًا جدًا.

قد يقول قائل: إن بالمال يستطيع الإنسان أن يعمل أشياء صالحة. وفي الواقع إن المال يمكن استخدامه في خدمة الرب، ولكن هذا الإنسان لم يعرف قلبه، وعلينا أن نعرف أن الصلاح ليس فينا، ولا القوة لعمل الصلاح كذلك. إنه لا يسكن فيَّ شيءٌ صالح، ولا أستطيع أن أعمل بنفسي شيئًا يَحوز رضى الله، ولذلك أنا أحتاج إلى الله الذي يستطيع أن يرحمني بعلاجه للخطية، والذي وحده يستطيع أن يمنحني طبيعة جديدة مقدسة. إن رائحة الصلاح يجب أن تنبع من الله وليس من الناس.

والتلاميذ وهم مُتأثرون من أقوال الرب تساءلوا: «فمَن يستطيع أن يَخلُص؟». في الواقع إنه من المستحيل أن يخلُص الإنسان بمجهوده. وإذا نظرنا إلى الوسائل التي يمارسها الناس لخلاص أنفسهم نجد أنه لا فائدة منها. ولكن يقول المُخلِّص: «غير المستطاع عند الناس مُستطاع عند الله». ونقرأ: «إنجيل المسيح ... قوة الله للخلاص لكل مَن يؤمن» ( رو 1: 16 )؛ إنه الأساس الوحيد الذي يستطيع الخاطئ أن يستريح عليه.

هاملتون سميث
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net