الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الخميس 29 أكتوبر 2015 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
إتاي الجتي .. اتحاد وتكريس
حَيْثُمَا كَانَ سَيِّدِي الْمَلِكُ، إِنْ كَانَ لِلْمَوْتِ أَوْ لِلْحَيَاةِ، فَهُنَاكَ يَكُونُ عَبْدُكَ أَيْضًا ( 2صموئيل 15: 21 )
لدينا من موقف “إِتَّاي الجتِّي” مع داود بعض الدروس الأدبية الهامة:

أولاً: أنت وأهل بيتك: التصق “إِتَّاي” بداود، ورافقه، ولكن ليس وحده، بل «عبَرَ إتاي الجتِّي وجميع رجاله وجميع الأطفال الذين معه» (ع22). هذه صورة مُشجعة للآباء الذين يتجرَّدون لخدمة الرب مع كل ذويهم وكل عائلاتهم وأطفالهم، ويكون لديهم الاستعداد لتحمُّل المشقّات لأجل الرب يسوع المسيح، واثقين أن الرب هو الذي يُدبر سلامتهم، وسلامة كل ذويهم، حتى الأطفال منهم. لقد أعطى “إِتَّاي” ظهره للعدو المُنتصِر، «وعبَرَ ... نحو طريق البرية» (ع23). ولكن ماذا يهمُّه؟ إن راعيه معه فلن يُعوزه شيء.

ثانيًا: ابدأ مُبكرًا: إن “إِتَّاي” الذي كان قد أتى إلى داود منذ وقت قصير نسبيًا (ع20)، يُمثل الكثير من المؤمنين الذين تغيَّروا حديثًا، والذين لهم نور قليل، ولكنهم يُظهِرون إيمانًا وتكريسًا عظيمين، بخلاف مَن يستسلِمون في يوم التجربة، وربما تكون معرفتهم أكثر بكثير من الفريق الأول. إنه لكي يُصبح لك إيمان عظيم فأنت لا تحتاج إلى معرفة عظيمة، ولا حياة مسيحية طويلة، فيكفي أن يكون لك تقدير عظيم للرب، لكي تعرف أنه لا شيء يُساويه، ولا شيء يُقارَن به، ولكي تعرف أيضًا أنه هو وحده القادر أن يُشبع أعوازك تمامًا.

ثالثًا: التسلُّح بنية الألم: لم يكن لدى داود في ذلك الوقت أي شيء يُقدمه لأتباعه إلا المشاركة في رفضه، ومع ذلك ظلت هناك جاذبية خاصة فيه لأولئك الذين عرفوا شخصه، وهذه الجاذبية هي التي ربطتهم به في كل الأوقات، فاستطاعوا أن يبكوا معه، وأيضًا أن ينتصروا معه. فهل فكَّرنا بالحقيقة فيما سنفعله إذا تعرَّضنا كمسيحيين للاضطهاد، للسجن أو للموت، كما حدث مع المسيحيين الأوائل؟ الذين يُحبون الرب يسوع بالحق سيَظْهرون، وسيكونون مستعدين لاتِّباعه، ليس فقط عندما يكون الطريق سهلاً، بل أيضًا في وقت الضيق والمشقة، واضطرارهم للتضحية. ويا ليتنا جميعًا نتمثَّل بإِتَّاي في تصرُّفه مع داود!

رابعًا: التكريس للرب يسوع المسيح: إن عبارات “إِتَّاي” تُذكِّرنا أيضًا بالتكريس الذي ينبغي أن نُظهره نحو ربنا يسوع المسيح، الذي أنقذنا من سلطان الظلمة ومن الغضب الآتي. إن اتحادنا بالمسيح وشركتنا معه وتقديرنا لشخصه ينبغي أن تظهر جميعها في عيشتنا اليومية؛ عيشة الطاعة والتكريس له. كل هذا نطَق بصوتٍ عال في تصرف “إِتَّاي” الذي قرر أمام داود أنه مُلتصق به حيثما يذهب.

فايز فؤاد
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net