الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الخميس 8 أكتوبر 2015 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
دُيوتريفس وديمتريوس
دِيُوتْرِيفِس.. يُحِبُّ أَنْ يَكُونَ الأَّوَلَ.. دِيمِتْرِيُوسُ مَشْهُودٌ لَهُ مِنَ الْجَمِيعِ وَمِنَ الْحَقِّ نَفْسِهِ(3يوحنا 9، 12)
إن كنا في غايس نجد مثالاً جميلاً لقديس منضبط بالحق (3يو1- 8)، ففي دِيُوترِيفس نجد تحذيرًا صارمًا، فقد يتسبَّب الجسد غير المحكوم عليه في إفساد طريق الحياة المسيحية كلها لصاحبه. ولا يجب الافتراض بأن دِيُوترِيفس لم يكن مؤمنًا، فمن الواضح أنه كان أخًا متقدمًا في الاجتماع، ويمكن الاستنتاج أنه كان موهوبًا، ولكن هذا كله أفسدته رغبته المحمومة أن يكون الأَّوَل، فكانت تُحرِّكه رغبة المجد الباطل التي نُحذَّر منها: «لا نكن مُعجَبين نُغاضِب بعضنا بعضًا، ونحسد بعضنا بعضًا» ( غل 5: 26 )، وأيضًا «لا شيئًا بتحزُّب أو بُعجبٍ» ( في 2: 3 ). وإذ كان مدفوعًا بالباطل، فإن دِيُوترِيفس أحبَّ أن يكون له المكان الأول في الكنيسة. والاستغراق في الشعور بأهمية الذات قاده إلى الغيرة من الآخرين. وقد عبَّرت هذه الغيرة عن ذاتها بكلمات خبيثة وماكرة، ولم يكتفِ بذلك، بل كان يقوم بأعمال عنيفة تقوده لا لرفض خدام الرب فحسب، بل إنه يستبعد كذلك من الكنيسة الذين يقبلونهم (ع9، 10). فلنتحذَّر جيدًا من توجُّه دِيُوترِيفس، فالجسد فينا، وبحسب الطبيعة نستشعر جميعنا أهمية الذات.

وإذ يضع الرسول يوحنا أمامنا هاتين الشخصيتين المختلفتين: غَايُس ودِيُوترِيفس؛ الأولى تُظهِر فضائل المسيح، والثانية تُظهر سِمات الجسد، فإن الرسول يُحرِّضنا أن نرفض الشرّ ونتبع الخير، فنبرهن أننا نمتلك طبيعة مِنَ اللهِ، بأكثر من أن نُظهر أننا نمتلك الجسد الذي «لم يُبصِر الله» (ع11).

وفي النهاية يُستحضَر أمامنا دِيمِترِيوس الذي هو معروف لدى الجميع (ع12). ونستنتج أنه واحد من الخدام الموهوبين الذي يتجوَّل بين شعب الرب ليخدم بالكلمة. ولقد تميَّز بثلاث صفات يشتهي كل خادم للرب أن يمتلكها: أولاً «مشهود له من الجميع»، ومن الواضح أنه لم يكن ممَّن يسعون وراء الباطل، ولا يؤكد على أهمية ذاته، ولا يسعى للمكانة الأولى، ولا ينشر شائعات خبيثة، ولا يُفرِّق بين الإخوة. فلو كان فيه جزء من الصفات السابقة لَمَا نال شهادة من الجميع. وفضلاً عن ذلك، فالحق كان مُمثلاً بالتمام فيه، حيث نال شهادة حسنة، وإلا لكان الحق قد أدانه. وفي النهاية، كما سار بحسب تعليم الرسل ومثالهم، فإنهم أيضًا شهدوا لاستقامته وتقواه.

ليتنا نتعلَّم من تواضع غَايس وروحانيته، ولنتحذر من دِيُوترِيفس، ونسعى لكي نحيا مثل دِيمِتْرِيُوس لتكون لنا شهادة من الجميع.

هاملتون سميث
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net