الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق السبت 21 نوفمبر 2015 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
الصلاة في التجارب العائلية
ارْحَمْنِي، يَا سَيِّدُ، يَا ابْنَ دَاوُدَ! ابْنَتِي مَجْنُونَةٌ جِدًّا ( متى 15: 22 )
إن واقع الحياة يؤكِّد أن هناك من التجارب ما تقتحم البيوت والعائلات الآمنة المستقرة، وتحمل معها الكثير من النتائج المؤلمة، ولكنها من الجانب الآخر تُفسِح مجالاً للتدريب الأكثر عمقًا في حياة الصلاة.

في كلمة الله نجد صورة لأُمٍّ تجرَّبت في ابنتها المحبوبة الغالية؛ فالإبنة مُعذَّبة من آلامها، والأم تتوحَّد معها في ذات مشاعر الألم والمُعاناة ( مت 15: 22 )، فطرقت باب القلب الرقيق العطوف، صارخة أن يبسط لها ولابنتها لطفًا ورحمة. وصرخة الإيمان نالت قبولاً، ومثابرة الإيمان نالت إعجاب السيد، فقدَّم لها من خبز البنين ما يكفى حاجتها وحاجه ابنتها.

ربما تقتحم مثل هذه التجارب أو غيرها إحدى العائلات مما يترك آثارًا نفسية مؤلمة، ويعطي مجالاً لأن تتخذ الصلوات مسارًا جديدًا، وعمقًا جديدًا، بمشاعر وأحاسيس جديدة، من أجل استدعاء العون والدعم الإلهي الذي يتناسب مع حجم التجربة.

قال أحد الأصدقاء أنه يعرف أبوين مؤمنين، لهما ابنة وحيدة، لا تتحرك من فراشها منذ سنوات، وبنعمة الرب قبلوا هذه التجربة، واعتبروا أن الرب قد منحهم مجالاً جديدًا ورائعًا لخدمة المحبة التاعبة في هذه الدائرة الضيقة جدًا؛ السرير.

لكن إن كانت هناك نعمة موفورة من الرب للتعايش بالرضا والصبر في بعض البلايا، لكن ماذا عن أُم التجارب؟ ماذا عندما يقتحم ملك الأهوال بيتًا ليخطف منه عزيزًا غاليًا محبوبًا، هنا الجراح عميقة غائرة، فالعيون تذرف دمعًا سخينًا، والقلب يشتعل بحرقة مُلهبة، وتنكسر الروح فلا تقوى على حمل نفسها، لكن أين يذهب الروح المعزي بتلك النفوس المجروحة، إنه يأخذهم إلى ذلك الرجاء الحي بقيامة يسوع المسيح من الأموات ( 1بط 1: 3 ).

إن الروح المُعين يأخذهم الى بيت عنيا حيث يجدون ذلك الصديق العطوف بجانبهم يستشعر ما في قلوبهم من أوجاع، ويتجاوب مع الدموع بدموع.

إن الروح القدس يقودهم للإيمان بصلاح الله المُطلق، وحكمته اللا نهائية، فيستقر الإيمان على هذه الحقيقة، فيستكمل طريقه بثبات.

إن الروح المرشد يقود القديسين بكل مشاعر الحب والمواساة لمشاركة أحبائهم آلامهم. والكاهن العظيم يرسل بكل هذا دعمًا وعونًا يومًا وراء الآخر، حتى تندمل تلك الجراح الغائرة عبر الأيام والسنين، فله كل المجد.

جوزيف وسلي
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net