الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الأحد 22 نوفمبر 2015 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
بُغضة الناس للمسيح
بِكَلاَمِ بُغْضٍ أَحَاطُوا بِي، وَقَاتَلُونِي بِلاَ سَبَبٍ. بَدَلَ مَحَبَّتِي يُخَاصِمُونَنِي ( مزمور 109: 4 )
إن بُغضة الأُمة التي إليها جاء المسيح تُوصَف وصفًا ثلاثيًا كالآتي:

1- بُغضة عمدًا وبإصرار: فهي لم تكن بُغضة بالصدفة، أو نتيجة عدم معرفة بحقيقة شخصه. والمسيح حتى آخر لحظة، عندما أتوا ليقبضوا عليه، قصد أن يعطيهم رسالة واضحة تدُّل على مَن هو؛ إذ بمُجرَّد أن قال لهم: «أنا هو»، والتي تعني “أنا الكائن، واجب الوجود”، وهي بحسب الأصل نفس التعبير الذي قاله الرب لموسى: “أنا أهيه” ( خر 3: 14 )، فإنهم رجعوا إلى الوراء وسقطوا على الأرض. ولقد كان هذا المشهد وحده كفيلاً أن يجعلهم يراجعوا حساباتهم، لكنهم كانوا قد عقدوا النية على التخلُّص منه، وذلك بعد ثلاث سنين ونصف من خدمته المجيدة والدؤوبة؛ والتي تمت فيها كلمات المسيح: «لو لم أكن قد جئتُ وكلَّمتهم لم تكن لهم خطية، وأما الآن فليس لهم عذر في خطيتهم» ( يو 15: 22 ).

2- بُغضة ضد المنطِق: فليس أنهم فقط عَلموا مجد شخصه وجلاله، ومع ذلك اقتادوه للصلب والموت؛ بل كم عمل – له المجد – من الخير معهم! لقد قال لهم مرة: «أعمالاً كثيرة حسنة أريتكم من عند أبي، بسبب أي عمل منها ترجمونني؟» ( يو 10: 32 ). كانت كل معجزاته بينهم معجزات النعمة. وآخر معجزة قام بها، معجزة إبراء أُذن العبد ملخس، الذي جاء ضمن مَن أتوا للقبض عليه؛ فيها نحن نرى معجزتين لا معجزة واحدة: معجزة شفاء من داء، ومحبة للأعداء! ويُلخِّص الرسول بطرس حياة ذلك الفريد العجيب بالقول: «الذي جال يصنع خيرًا، ويشفي جميع المُتسلِّط عليهم إبليس» ( أع 10: 38 )، ومع كل ذلك فقد فضَّلوا عليه ”باراباس“ القاتل واللص!! إنها حقًا بُغضة ضد المنطق.

3- بُغضة مصدرها شيطاني: إن كان لا يوجد في المسيح سبب واحد يدعو لبُغضته، فهناك آلاف الأسباب التي تحفز على عبادته ومحبته وإكرامه. فلماذا يُبغَض المسيح؟! لقد شفى مرضاهم وأقام موتاهم وأشبع الآلاف بخيره، وعلَّمهم دروس الحياة الأبدية، فلماذا يصلبونه؟ يقول الرب: «لو لم أكن قد عملت بينهم أعمالاً لم يعملها أحد غيري لم تكن لهم خطية، أما الآن فقد رأوا وأبغضوني أنا وأبي» ( يو 15: 24 ). والحقيقة أنك إن ردَدت الإحسان بالإحسان فهذا مبدأ إنساني، وإن ردَدت الشر بالخير فهذا مبدأ مسيحي، وأما أن تَرُّد الخير بالشر فهذا مبدأ شيطاني

يوسف رياض
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net