الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الثلاثاء 24 نوفمبر 2015 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
التجارب لإثبات الإيمان وتزكيته
الآنَ، إِنْ كَانَ يَجِبُ، تُحْزَنُونَ يَسِيرًا بِتَجَارِبَ مُتَنَوِّعَةٍ، لِكَيْ تَكُونَ تَزْكِيَةُ إِيمَانِكُمْ، وَهِيَ أَثْمَنُ مِنَ الذَّهَبِ الْفَانِي ( 1بطرس 1: 6 ، 7)
من السهل الاعتراف بالإيمان بالمسيح، ولكن الضيقات والتجارب تُبرهن على حقيقة وجود الإيمان. لقد أوضح الرب في مَثَل الزارع أن الإيمان الحقيقي هو أعمق بكثير من مُجرَّد الاقتناع والقبول العقلي «والمزروع على الأماكن المُحجِرة هو الذي يسمع الكلمة، وحالاً يقبلها بفرح، ولكن ليس له أصل في ذاته، بل هو إلى حين. فإذا حدث ضيق أو اضطهاد من أجل الكلمة فحالاً يعثُر» ( مت 13: 20 ، 21). لقد رجع إلى الوراء أولئك الذين شبعوا بالرب فترة قصيرة لأنهم أكلوا من الخبز والسمك في معجزة إشباع الخمسة الآلاف رجل، وذلك بعد أن واجههم الرب بالحق الذي لم يستسيغوه ( يو 6: 66 ).

وإلى الوقت الحالي فإن عدد الذين يتبعون الرب يَقلّ بسرعة عندما يُصبح طريق الصليب أمامهم طريق متقطع مملوء بالأشواك ومُمتزج بالدم والدموع والعرق؛ طريق يؤدي إلى إنكار الذات وبذل النفس، بدلاً من الترفُّع والاعتداد بالذات.

لكن حتى عندما تثبت صحة الإيمان فإن الله يستمر في السماح بالتجارب لأغراض أخرى. فإن كل تجربة هي لخيرنا. والتجارب تُرينا كيف أننا ضعفاء في أنفسنا ومن المفيد أن نعرف جيدًا حدود طاقتنا وإمكانياتنا. كذلك فإن التجارب تُظهِر لنا قوة الله ومحبته غير المتغيرة. إننا لن نستطيع أن ندرك بحق كفاية نعمته إلا متى اختبرنا عجزنا الكامل وضعفنا الشديد، ولا نختبر بركة الوجود في محضره إلا متى شعرنا بالوحدة وترْك الآخرين لنا، إننا لن نستطيع أن نختبر صِدق مواعيده بدون أن نجتاز في التجارب المؤلمة، وعندئذٍ نستطيع أن نقول بحق: «خيرٌ لي أني تذللت لكي أتعلَّم فرائضك» ( مز 119: 71 ).

وأخيرًا فإن امتحان إيماننا له نتائج مجيدة في يوم الاستعلان «الذي به تبتهجون، مع أنكم الآن – إن كان يجب – تُحزَنون يسيرًا بتجارب متنوعة، لكي تكون تزكية إيمانكم، وهي أثمن من الذهب الفاني، مع أنه يُمتَحَن بالنار، توجد للمدح والكرامة والمجد عند استعلان يسوع المسيح» ( 1بط 1: 6 ، 7). إن هذا يكون بإظهار حكمة ومهارة ومحبة مُمحِّصنا الإلهي القدير الذي أدار مفتاح حرارة التجربة إلى الدرجة المناسبة تمامًا. إننا سنهتف بانتصار في ذلك اليوم: «لأنك جرَّبتنا يا الله. محَصتنا كمحص الفضة. أدخلتنا إلى الشبكة. جعلت ضغطًا على مُتُوننا. ركَّبتَ أُناسًا على رُؤوسنا. دخلنا في النار والماء، ثم أخرجتنا إلى الخِصبِ» ( مز 66: 10 -12).

أ. ب. سيمبسون
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net