الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الأربعاء 25 نوفمبر 2015 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
رجُلان وإنسانان
نَظَرَ الرَّبُّ إِلَى هَابِيلَ وَقُرْبَانِهِ، وَلَكِنْ إِلَى قَايِينَ وَقُرْبَانِهِ لَمْ يَنْظُرْ ( تكوين 4: 4 ، 5)
قايين وهابيل أول رَجُلان في الكتاب أُختيرا لبيان الطريق الصحيح والطريق الخطأ للاقتراب إلى الله. ونرى فيهما أن الله ينظر إلى القربان الذي يقدِّمه الخاطئ، وإذا كان القربان من النوع المطلوب فإن الله يقبل الخاطئ بسبب هذا القربان. يقول الرب لقايين: «إن أحسَنتَ أ فلا رفعٌ؟»، وهذه العبارة تُشير إلى القربان ويمكن أن نقولها هكذا: “إن قدَّمت قربانًا بالطريقة الصحيحة أ فلا رفع”. والطريقة الصحيحة هي أن نأتي إلى الله بالقربان الذي يطلبه. والكتاب المقدس يُخبرنا، أنه لا يوجد سوى “قُربانٍ واحد” فقط «لأنه بقُربانٍ واحدٍ قد أكملَ إلى الأبد المُقدَّسين» ( عب 10: 14 )، وأن المسيح هو الطريق الوحيد «أنا هو الطريق والحق والحياة. ليس أحدٌ يأتي إلى الآب إلا بي». إن قربان هابيل كان رمزًا إلى المسيح في موته كذبيحة لأجل الخطايا، وبهذا القربان «شُهِدَ له أنه بارٌ، إذ شهِدَ الله لقرابينِهِ» ( عب 11: 4 ).

لم يكن دم في قربان قايين، لم يُعلِن شناعة الخطية ولم يحمل أي رمز للمسيح. لم يكن في هذا القربان أي شيء يتمشى مع الحق الإلهي القائل: «بدون سفك دم لا تحصل مغفرة!». ولهذا لم ينظر الله إلى قايين. إن قايين لم يكن مُلحِدًا أو غير متدَيِّن، وربما الذي قدَّمه كان حسنًا في ذاته، ولكن الله لم يقبله.

ويوجد كثيرون في الأيام الأخيرة من أتباع قايين، الذين يأتون إلى الله بأعمالهم الدينية، عوضًا عن أن يأتوا إليه عن طريق الدم. لسان حالهم: “اعمل، اعمل، اعمل”، ولكنهم في ذلك ولا شك مُخطئون؛ «ويلٌ لهم! لأنهم سلكوا طريق قايين» (يه11).

إن الفريسي والعشار رجلان يُماثلان قايين وهابيل. أحدهما جاء إلى الله عن طريق أعماله، بينما الآخر رأى أنه لا يمكن أن يأتي إلى الله إلا عن طريق رحمته. يقول البعض: إن العبارة: «اللهُمَّ ارحمني، أنا الخاطئ» ( لو 18: 13 )، التي قالها العشار تعني، في الأصل اليوناني، العبارة الآتية: “أعطني كفارة، أنا الخاطئ”. والكتاب المقدس يقول لنا بصراحة عن الله إنه قدَّم ابنه الحبيب «كفارةً بالإيمان بدمِهِ» ( رو 3: 25 )، فدَّم الابن المبارك هو الذي به وحده أمكن أن يكون الله «بارًا ويُبرِّر مَن هو من الإيمان بيسوع» ( رو 3: 26 ). حقًا، إن اكتشاف هذا الحق يُعطي «جمالاً عوضًا عن الرماد، ودُهن فرح عوضًا عن النوح، ورداءَ تسبيح عوضًا عن الروح اليائسة» ( إش 61: 3 ).

فرد ورست
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net