الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الخميس 5 نوفمبر 2015 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
إبراهيم وإسحاق .. ذهبا كلاهما معًا
فَأَخَذَ إِبْرَاهِيمُ حَطَبَ الْمُحْرَقَةِ وَوَضَعَهُ عَلَى إِسْحَاقَ ابْنِهِ، وَأَخَذَ بِيَدِهِ النَّارَ وَالسِّكِّينَ. فَذَهَبَا كِلاَهُمَا مَعًا ( تكوين 22: 6 )
يستلفت نظري أننا نجد فى رحلة إبراهيم إلى جبل المُريا صورة مُدهشة للمشهد العجيب الذي ظهر بعد ذلك في الجلجثة، عندما كان الله يَعِّد لنفسه حقيقةً حَمَلاً. لا نجد صعوبة فى غض النظر عن هيرودس وبيلاطس ورؤساء الكهنة والكتبة والفريسيين والجموع، ولهذا لا يبقى أحد سوى الآب والابن اللذين بالاشتراك يصعدان الجبل وينفذان عمل الخلاص بالنعمة في وحدة ذلك المكان التامة.

ولننظر رجل الإيمان هذا وهو يصعد الجبل، آخذًا معه ابنه المحبوب. يا له من منظر مفيد بدرجة لا يُعبَّر عنها! كيف رأت الأجناد السماوية، هذا الأب العظيم يتقدَّم من درجة إلى درجة في رحلته العجيبة، حتى رأوه أخيرًا ويده تمتد إلى السكين ليذبح ابنه، ذلك الابن الذي تاقت إليه نفسه كثيرًا وطويلاً، والذي لأجله وثق بالله بثبات. من ثمَّ، فيا لها من فرصة يوجِّه فيها الشيطان سهامه المُلتهبة! ويا له من مجال مُتسِع لكى يُقدِّم فيه اقتراحاته؛ مثلاً: ماذا سيتم في مواعيد الله بخصوص النسل والميراث إذا كنت تضحي بابنك الوحيد هكذا؟! احذر لئلا تكون مُضلَّلاً بواسطة إعلان كاذب. أو إذا صحَّ أن الله قال كذا وكذا، ألا يعرف الله أنه في اليوم الذي تضحي فيه بابنك تنمحي كل آمالك؟ ثم فكِّر في سارة، ماذا تفعل إذا فقدت اسحاق بعد أن حملتك على أن تطرد إسماعيل من بيتك؟ ... كل هذه الاقتراحات، وغيرها كثير، كان يمكن أن يأتى بها العدو إلى قلب إبراهيم، وما كان إبراهيم نفسه بعيدًا عن دائرة هذه الأفكار، التي في وقتٍ كهذا لا يصعب أن تجد طريقها إلى ذهنه. ماذا إذن كان جوابه عن كل تلك الاقتراحات المُظلمة؟ القيامة! «إذ حَسبَ أن الله قادرٌ على الإقامة من الأموات أيضًا» ( عب 11: 19 ).

إن القيامة هي علاج الله القدير لكل ضرر وخراب يتسبب بواسطة الشيطان. وعندما نصل إلى هذه النقطة نكون قد هزمنا قوة الشيطان التي نهاية حدها الموت. فالشيطان لا يستطيع أن يمس الحياة التي أُخذت بالقيامة لأن آخر حد لقوته يُرى في قبر المسيح، وفيما وراء ذلك لا يستطيع شيئًا. ومن هنا جاءت ضمانة مركز الكنيسة «حياتكم مُستترة مع المسيح في الله» ( كو 3: 3 ). يا له من مكان استتار مبارك! يا ليتنا نفرح به كل يوم أكثر فأكثر!

ماكنتوش
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net