الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الأحد 8 نوفمبر 2015 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
بذَلَ نفسَهُ
الَّذِي بَذَلَ نَفْسَهُ لأَجْلِ خَطَايَانَا، لِيُنْقِذَنَا مِنَ الْعَالَمِ الْحَاضِرِ الشِّرِّيرِ حَسَبَ إِرَادَةِ اللهِ ( غلاطية 1: 4 )
لا يوجد في الطبيعة التي حولنا، ولا في الحياة التي نعيش فيها، ما يعطينا تصويرًا كاملاً وواضحًا كل الوضوح عن كيفية بذل الابن الحبيب حياته ونفسه لأجل خطايانا، لذا علينا أن نحترس لأفكارنا أن تتصوَّر شيئًا يسلب الحقيقة مجدها، بل علينا بالإيمان الذي أُعطيَ لنا من الله قبول الحقيقة كما هي مُعلَنة في الكلمة المقدسة، والتجاوب معها بتقدير حقيقي نابع من قلب فائض بالشكر لله أبينا. ونحن نتأمل في مَن بذل نفسه لأجل خطايانا، علينا أن نَعي أنه لم يكن مُجبَرًا على فعل ذلك، إنما كان وراء ذلك العمل الجليل حب عظيم يمتلئ به قلبه من جهتنا. وأيضًا لم يكن اندفاعًا وتهورًا منه، حاشا، ولكنه كان يعلم الكُلفة كاملة. فحساب النفقة لم يكن شيئًا مجهولاً بالنسبة له، بل كان لديه الكفاءة ويمتلك القدرة والغنى بما يكفي للقيام بهذا العمل، لا على قياس عوَز الإنسان، بل على قياس مطاليب الله البارة، لذا ما فعله حاز الرضى والقبول أمام الله ( عب 1: 3 )، وكان سبب خلاص أبدي لنا ( عب 5: 9 )، وفداء أبدي غير مشروط وغير محدود ( عب 9: 12 ).

مجدًا للحَمَل، مَن عَنَّا احتمل، وقَبْلَ أن يُنهي العمل، قال قد كَمل ( يو 19: 30 ).

ولنلاحظ أيضًا قول الرسول: «حسَبَ إرادة الله وأبينا»، وكما لو كان الروح القدس بهذه العبارة المقتضبَة يُعلِن لنا حقًا عظيمًا جدًا، ألا وهو أن ما فعله وما حصَّله نتيجة هذا العمل كان في تمام الموافقة مع إرادة الله أبينا، وفي الوقت ذاته حقَّق وقدَّم احتياجات الإنسان الهالك الأثيم. فيا لروعة الفادي وعظمته، فقد وفَّق بانسجام عجيب بين مطاليب الله البار القدوس وأعواز الإنسان الهالك الأثيم! لقد كان الرسول بولس مُحِّقًا وهو يختم العبارة بكلمات السجود هذه: «له المجد إلى أبد الآبدين. آمين». ونحن بدورنا كم يجب أن تمتلئ قلوبنا قبل أفواهنا، وأفئدتنا قبل ألسنتنا، بعبارات الشكر والسجود الخالص والنقي لله أبينا ولربنا يسوع!

سيدي وربي .. كم أشعر بالدِين الكبير لك، يا من قَبِلت ورضيت أن تكون بديلي، ورفعت عني حملي الثقيل، وملأت قلبي بسلام جزيل، فلك حبي وشكري وسجود قلبي، وهذا شيء زهيد أمام حبك وموتك لأجل خطاياي، فهبني قوةً منك لأعيش لك عبدًا وخادمًا، وفي طريق رضاك أسير. آمين.

يا عجبًا مُخلِّصي قد ماتَ مِن أجلي
وسفـكَ الدَّمَ الكريـمْ عن خاطئٍ مثلي

خالد فيلبس
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net