الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق السبت 19 ديسمبر 2015 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
يمينُكَ تَعضُدني
إِذَا ذَكَرْتُكَ عَلَى فِرَاشِي، فِي السُّهْدِ أَلْهَجُ بِكَ، لأَنَّكَ كُنْتَ عَوْنًا لِي، وَبِظِلِّ جَنَاحَيْكَ أَبْتَهِجُ ( مزمور 63: 6 ، 7)
مزمور 63 من مزامير المقادس، وينقسم إلي قسمين: الأول: ع1-10 وفيه نرى الملك يسبِّح الله بعد أن شبع بالرب. والثاني: ع11 ونرى فيه الملك يفرح بالله الذي وجد فيه كل كفايته.

وفي ع2 يقرّ داود بقوة ومجد الله كما رآها في قدسه. لكننا نحن مؤمني العهد الجديد نرى قوة الله ومجده في إقامة ابنه يسوع المسيح من الأموات ( أف 1: 19 ، 20).

في ع3 يذكر رحمة الله ويَصفها بالقول: «رحمتك أفضل من الحياة». والرحمة هنا حسب الأصل هي النعمة. ونحن نشكر الله من كل القلب من أجل النعمة الغنية التي افتقَد بها نفوسنا؛ النعمة التي خلَّصتنا، والنعمة التي تُعلِّمنا، والنعمة التي نحن فيها مُقيمون، وعرش النعمة الذي نستطيع أن نتقدَّم إليه بثقة، لكي ننال رحمة ونجد نعمة عونًا في حينهِ.

«شفتاي تُسبِحانك»: بعد ارتواء نفسه العطشانة، وبعد أن أبصر قوة الله ومجده في قدسه، وبعد أن تمتع بالرحمة أو بالأحرى النعمة، لا بد أن يفيض قلبه بكلامٍ صالح. في ع5 يقول داود: «بشفتي الابتهاج يُسبِّحك فمي». والسبب أن نفسه قد شبعت كما من شحمٍ ودسم. والشحم يُشير إلى الشِبع بكمالات المسيح.

في ع6 داود منشغل ومُتعلِّق بالرب في كل حين حتى وهو على فراشه، وحتى وهو في السُّهد والقلق. إنه يلهج بالرب، وهكذا كل مَن يتأمل في رحمة الله، حتى في سُهده وقلقه لا بد أن يجد العزاء.

في ع7 يتمتع المرنِّم بالحماية والعون، فيبتهج وهو تحت ظل جناحيه. ونحن نرى في اختبار داود نتيجة هذه الحماية تحت ظل جناحيه: أن الذين يطلبون نفسه مصيرهم التهلكة، والدخول في أسافل الأرض (ع9).

في ع8 بركة الالتصاق بالرب. والالتصاق أقوى من الاقتراب. إنه اتحاد ليكون الاثنان واحدًا ( مت 19: 5 ). في أخنوخ نرى صورة الالتصاق بالرب إذ مكتوب عنه «سار أخنوخ مع الله»، وهو أيضًا مثل كالب بن يفنة الذي «اتَّبَع تمامًا الرب». ونتيجة الالتصاق بالرب هي التعضيد «يمينُكَ تَعضُدني».

ينتهي هذا المزمور بفرح الملك ع11 وهذه هي النتيجة الطبيعية لنفس عطشى إلى الرب، فصار لها مصدر الارتواء الحقيقي، ونفس جائعة شبعت بالرب وتمتعت بالشحم والدسم، ونفس التصقت بالرب فوجدت الحماية والأمان من الذين يطلبون نفسه.

كاتب غير معروف
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net