الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الأربعاء 23 ديسمبر 2015 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
هلاك الأشرار النهائي
اضْمَحَلُّوا، فَنُوا مِنَ الدَّوَاهِي ( مزمور 73: 19 )
هلاك الأشرار ليس فقط فجائيًّا، بل أيضًا كاملاً ونهائيًّا. في العهد القديم يتحدَّث الوحي عن هلاك الأشرار، بأنهم سوف يُكسَّرون كما تُكسَّر آنية من خزف، يستحيل علاجها ( مز 2: 9 رؤ 18: 21 )، وفي العهد الجديد يشبِّه هلاكهم بطرح حجر رحى في وسط البحر، لن يظهر ثانيةً على الإطلاق (رؤ18: 21).

وآساف يذكر هلاكهم في صيغة الماضي خمس مرات ليؤكِّد على حتميَته، فيقول: «في مزالق جعلتهم. أسقطتهم ... صاروا للخراب ... اضمحَلُّوا، فَنوا». هذا كله بالنسبة لهم أمر مُقرَّر، وهو أمر لا مهرَب منه ولا رجعة فيه! وهذا ما جعل الرسول يعقوب يخاطبهم بالقول: «ابكوا مُولولين على شقاوتكم القادمة» ( يع 5: 1 )!

كم ستكون المفاجأة قاسية للملايين الذين سيجدون أنفسهم فجأةً في الهاوية بلا أمل في الخلاص أو النجاة إذ قد رفضوا المخلِّص، واحتقروا الفرصة المُتاحة من الرب للنجاة!

كثيرون يعتبروننا مُتشائمين لأننا نُقلِق القُرَّاء بمثل هذه الموضوعات. ولكن عزيزي: لو لم تكن هناك أبديَّة بعد الموت، ولو لم يكن العذاب بلا نهاية، ما كان هناك داعٍ لكي نُكدِّر صفو أحد. لكن الموت ليس هو النهاية، إنَّه فقط نهاية عيشة هنا على الأرض، وأمَّا الوجود نفسه فإنَّه لن ينتهي، إمَّا في أفراح أبديَّة، أو في تعاسة أبديَّة.

وآه ما أرهب يوم الدينونة عندما تستيقظ الذاكرة، ويصحو الضمير الذي تخدَّر سنوات كثيرة! في ذلك اليوم العصيب سيصُفّ الله خطايا الإنسان أمام عينيه، والضمير سيوافق على كل اتِّهام يوجَّه إليه. إنَّ ذلك “الصندوق الأسود” الذي وضعه الله الخالق في داخل الإنسان، أعني به “الضمير”، سيقول القصَّة بدون أي تجميل. وسيستد كلُّ فم ( رو 3: 19 ).

وعن هذا الهلاك النهائي قال أحدهم: “إنَّ طواحين القضاء الإلهي تدور ببطء، ولكنَّها تطحن ناعمًا”.

نعم إنَّها تدور ببطء شديد، حتَّى يُخيَّل لنا أحيانًا أنَّها متوقِّفة، ولكنَّها تدور، ونظرًا لدورانها البطيء فإنَّ طحينها ناعم جدًّا. قال ملاخي: «فهوذا يأتي اليوم المُتَّقد كالتنُّور، وكل المُستكبرين وكل فاعلي الشر يكونون قشًا، ويُحرقهم اليوم الآتي، قال رب الجنود، فلا يبقى لهم أصلاً ولا فرعًا».

يوسف رياض
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net