الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الاثنين 7 ديسمبر 2015 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
الجهاد لأجل الإيمان
أَيُّهَا الأَحِبَّاءُ ..أَصْنَعُ كُلَّ الْجَهْدِ لأَكْتُبَ إِلَيْكُمْ .. أَنْ تَجْتَهِدُوا لأَجْلِ الإِيمَانِ الْمُسَلَّمِ مَرَّةً لِلْقِدِّيسِينَ(يهوذا 3)
يُحرِّض يهوذا في رسالته مختاري الله للدفاع عن الإيمان الأقدس، فنحن عُرضة دائمًا أن نعتقد بأنه طالما كان من حق الرسل وحدهم تسليم القديسين حقائق الإيمان بكلمات مُوحى بها، وطالما أن مُهمَّة تعليمها ليست مُعطاة للجميع، بل ممنوحة للقليلين ( أف 4: 11 )، فبالتالي كذلك الدفاع عن الإيمان. ولكن هنا يظهر أن الدفاع عن الإيمان هي مُهمَّة الجميع، وليست قاصرة على ذوي المؤهلات اللاهوتية أو الوظائف الرسمية.

إن هذا الإيمان ثمين جدًا لأنه يتضمَّن كل ما أعلنه لنا الله عن نفسه في المسيح، ولو ضاع هذا الإيمان، ضاع كل شيء. ومن هنا وجَب التمسُّك به مهما كان الثمن. وهذا التعبير «الإيمان المُسلَّم مرة للقديسين» نجد فيه ثلاثة إعلانات يجب أن نلاحظها:

أولاً: الإيمان ”مُسَلَّمِ“ وليس مُكتَشَف: أي أنه ليس مِن صُنع الإنسان، بدأه ثم أضاف إليه شيئًا فشيئًا عبر الزمن، مثلما حدث مع العلوم، لكنه شيء قد سُلِّم من الله بواسطة الروح القدس. إنه إيمان مُعلَن مِن الله، ولا يقبله الإنسان إلا بالإيمان.

ثانيًا: الإيمان قد “سُلِّم مَرَّةً”؛ أي مَرَّةً واحدة وإلى الأبد. ولم يستغرق تسلُّمه إلا فترة قصيرة مِن الزمن «ابتدأ الرب بالتكلُّم بهِ، ثم تثبَّت لنا من الذين سمعوا (أي سمعوا الرب مباشرةً)» ( عبرانيين 2: 3 ). وكان تسليمه قد تم قبل كتابة هذه الرسالة، وكانت دائرة الحق قد اكتملت في كتابات الرسل. إن ما تكلَّم به الله، هو الذي قام بإتمامه، ولم نَعُد بعد ذلك في حاجة لإعلان جديد يُضاف إليه، وهو الذي ظل متينًا ثابتًا أمام المقاومات العنيفة. وما علينا إلا أن نقبله، وننتظر العون الإلهي لفهمه.

ثالثًا: الإيمان المُسلَّم لجميع القديسين: وليس للرسل والأنبياء فقط، ولم يكن هؤلاء سوى أواني قد استخدمها الله في تسليمه للقديسين، وبالتالي فمهمَّة الدفاع عنه ليست قاصرة على فريق موهوب أو مُتميِّز من القديسين، بل لجميع القديسين.

والخطر – كل الخطر – أن نعتقد بأن أمر الدفاع عن هذا الإيمان الثمين، لا يعني سوى فئة قليلة من الناس مرسومة للقيام بهذا الأمر، سواء كهنة أم خدام. وكم أحسن المقاوم إبليس استغلال هذه الفكرة، لأنه حيث سادت هذه الفكرة، فإن القِسم الأكبر من القديسين يُستبعَد من معركة الإيمان، فيبقون في حالة طفولة روحية.

ف. ب. هول
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net