الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الثلاثاء 10 فبراير 2015 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
التعويضات الإلهية
وَرَأَى الرَّبُّ أَنَّ لَيْئَةَ مَكْرُوهَةٌ فَفَتَحَ رَحِمَهَا ( تكوين 29: 31 )
يا لها من تعزية عندما ندرك هذه الحقيقة أن الرب يرانا ويشعر بنا، وأنه قريبٌ من المنكسري القلوب! إنه يعرف ما نعاني منه، وما يجعلنا نئن في صمت، حتى دون أن نشكو. إنه الإله العطوف الذي ولو أحزن، يرحم حسب كثرة مراحمه. إنه لا يحرم من كل شيء، لذلك ترفَّق بليئة وفتح رحمها، في الوقت الذي فيه كانت راحيل عاقرًا.

«فحبلت ليئة وولدت ابنًا ودعَت اسمَهُ رأُوبين، لأنها قالت: إن الرب قد نظر إلى مذلتي. إنه الآن يُحبُّني رَجُلي» (ع 32). فرحتْ ليئة برأوبين ووجدتْ فيه تعويضًا. وأهم من ذلك، أنها تعلَّمتْ أن الرب ينظر إلى المسكين ويرى مذلَّته واتضاعه. وقد ظنَّت أن هذا الطفل الأول سيربط زوجها بها ويجذب قلبه ومحبته لها، وهذا ما كانت ترجوه، لكن هذا بالأسف لم يحدث.

«وحبلت أيضًا وولدت ابنًا، وقالت: إن الرب قد سمع أني مكروهةٌ فأعطاني هذا أيضًا. فدَعَت اسمَهُ شمعون» (ع 33). ومع هذا الابن الآخر تعلَّمتْ درسًا آخر عن الرب، أنه ليس فقط ينظر، بل يسمع تأوه الودعاء وصراخ المساكين. في البداية لم تتكلَّم أو تَشكُ لكنه هو رأى. وعندما زادت أحزانها وخاب رجاؤها، ذهبت بشكواها إلى الرب، والرب قد سمع.

«وحبلت أيضًا وولدت ابنًا، وقالت: الآن هذه المرة يقترن بي رجُلي، لأني ولدتُ له ثلاثة بنين. لذلك دُعيَ اسمُهُ لاوي» (ع 34). لقد كانت تطلب شيئًا مشروعًا، وهو احتياج طبيعي عند كل زوجة. إنها تريد أن تشعر أنها محبوبة ومقبولة، وليست مهجورة ومكروهة. كان يعقوب بالنسبة لها كل الرجاء. وكانت تتمنَّى أن يتحسَّن موقفه مع كثرة البنين. كانت تشعر بالرفض الجارح من البداية. طالَت مُعاناتها فضجرتْ (كمعنى اسمها)، وكانت ترجو حلاً عاجلاً للمشكلة. ونحن دائمًا نرغب في سرعة الخلاص من التجربة بدلاً من أن نطلب نعمة لكي نحتمل التجربة ونستفيد منها.

«وحبلت أيضًا وولدَت ابنًا وقالت: هذه المرة أحمَدُ الرب. لذلك دعَت اسمَهُ يهوذا» (ع 35). لقد تعلَّمتْ أخيرًا الدرس الذي كان الرب يريدها أن تتعلَّمه من خلال كل الضغوط والحرمان والأحزان، وهو أن تتحوَّل إليه شخصيًا، وتجد فيه كل الكفاية والتعويض والتعزية. إنها الآن فقط، بعد أن ولدتْ هذا الابن الرابع «يهوذا»، استطاعت أن تفرح وترنِّم وتحمد الرب (كمعنى اسم يهوذا)، بالاستقلال عن يعقوب، وبالرغم من كل الظروف المُكدِّرة.

محب نصيف
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net