الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الخميس 19 فبراير 2015 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
عبرة من حياة يوشيا
بَعْدَ كُلِّ هَذَا ... صَعِدَ نَخُو مَلِكُ مِصْرَ .. لِيُحَارِبَ عِنْدَ الْفُرَاتِ. فَخَرَجَ يُوشِيَّا لِلِقَائِهِ ( 2أخبار 35: 20 )
توجد حياة واحدة – وواحدة فقط – قد أجابت مشيئة الله في كل أدوارها. فإن قلَبْنا صفحات أية حياة أخرى لبَدا لنا النقص والتقصير. فنأتي في تاريخ حياة داود – بكل أسف – إلى تلك الكلمات المُحزنة «في وقت خروج الملوك أن داود ... أقام في أورشليم»، أي أنه استعفى من الحرب والنِزال، وإذ فعل ذلك سقط سقوطه المُحزِن. وإذا سِرنا بعد ذلك في تاريخ شعب الله نقرأ عن ملك آخر، وهو يوشيا، أنه في السنة الثامنة من مُلكه وهو لم يَزَل بعد فتى ابتدأ يطلب الله إله داود أبيه، وفي السنة الثانية عشر ابتدأ يُطهِّر يهوذا وأورشليم من الأوثان، وفي الثامنة عشر بدأ يُرمِّم بيت يهوه إلهه، باذلاً كل الجهد في حفظ عيد الفصح. ولكن إذا قلَبنا الصفحة الأخرى من تاريخه نرى الشخص الذي في سن الثامنة لم يَحِد يمنة ولا يسرة عن وصايا الرب، ومنذ نعومة أظفاره اتصف بأنه طلب الرب إله داود أبيه، وبعد ذلك وجَّه قلبه لإبادة الأوثان حتى طهَّر الأرض منها، وفي السنة الثامنة عشر من مُلكه إذ كان قد أصلح بيت الرب حفظ ممارسة الفصح، حتى إنه لم يُحفظ فصحٌ في إسرائيل مثل هذا منذ أيام صموئيل النبي! بعد كل هذا، نرى هذا الشخص يذهب إلى حرب بغير إذن من يهوه إلهه، فكانت النتيجة السقوط كما كانت مع داود. فداود قصَّر في الذهاب إلى الحرب في وقت الحرب، ويوشيا زج بنفسه في حرب ضد إرادة الرب. ولا عجَب فتاريخ الإنسان تاريخ مَعيب ناقص أينما وجدناه. وما أعظم ما تتضمنه هذه الكلمات الثلاث «بعد كل هذا». فإن كنا قد ثبتنا بنعمة الله زمانًا طويلاً بينما سقط الكثيرون من مُرشدينا، فكم يكون مُحزنًا أن يُدوِّن الروح القدس في تاريخنا «بعد كل هذا»، ليُثبِت بها انحراف قلوبنا في الطريق! حقًا إنه الآن وقت للدخول في الحرب «مُجاهدين معًا»، «متقَوين في الرب وفي شدة قوتهِ»، ويجب أن نستمر في الجهاد حتى نستطيع أن نقول مع الرسول بولس: «قد جاهدت الجهاد الحَسَن، أكملت السعي، حفظت الإيمان، وأخيرًا قد وُضع لي إكليل البر» ( 2تي 4: 7 )، ولكن من الجهة الأخرى إن كنا نتداخل مع العالم ونشبك أنفسنا معه في الحرب كما فعل يوشيا، تكون النتيجة أننا ننهزم أمام قوات العالم ورئيسه، كما انهزم يوشيا.

ربي هبني أن أراكْ كي أسيرَ في خُطاكْ
أنتَ ربي لا سِواكْ بُغيَتي نيلُ رِضاكْ
إنَّني لستُ أريدْ غيرَ فعلِ ما تُريدْ

و. و. فراداي
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net